وإياك والحرب التي لا أديمها |
|
صحيح وقد تدني الصحاح من السقم |
فإن ظفر القوم الذي أنت منهم |
|
وآبوا بفضل من سباء ومن غنم |
فلا بد من قتلى لعلك منهم |
|
وإلا فجرح لا يبقي على العظم |
فلما أبى أرسلت فاضل ثوبه |
|
إليه فلم يرجع بحزم ولا عزم |
ولما رمى شخصي رميت سواده |
|
ولا بد أن يرمى سواد الذي يرمي |
وكان صريع الخيل أول وهلة |
|
فأهون به مختار جهل على علم |
فلما وصلت رسالة (الإفصاح) ، قابلتها برسالة الإيضاح لعجمة الإفصاح ، وغش منشيها لإخوانه النصاح ، وأوردناها مفصلة ، وتقصيناها فصلا فصلا ومسألة مسألة ، ليعلم منشيها أنه بناها على وهوم ، ولتخوله أن المتظلم من المحق ظلوم ، وأن فوق كل ذي علم عليم.
قال أرشده الله : بعد الخطبة البديعة البتراء ، التي لم يصل فيها على النبي صلى الله عليه وعلى آله من عترة فاطمة الزهراء ، وما عقبه من ذكر الغيرة ، وطلبه لإعانة الحق والنصرة ، فقام عبد الله بن حمزة داعيا ، وجرى في ميدان الإمامة ساعيا ، ولباه شيخا آل الرسول ، وأعطياه من طلبه المأمول ، وبايعاه واختاراه ، وذكرا أنهما قد اختبراه ، فركن جمهور الناس إليهما ، وعولوا في الأمر عليهما ، إذ هما في الشهادة مقبولان ، وللقيام بالحق مأمولان ، وطابقهما كثير من العلماء ، نجوم في الأرض كنجوم في السماء ، قال : فاطمأنت النفوس ، وقرت القلوب ، وظننا أن الحق غالب لا مغلوب ، فبايعنا يحيى بن أحمد طول الله مدته ، وحصن عن المكاره عدته ، وسمعنا وأطعنا ، وبذلنا في النصح لله وللدين ما استطعنا.