في كتاب سيرته ينكر ذلك معناه أنه لو حضرهم لدافع حتى يموت. فكيف ذلك؟
الجواب عن ذلك : أن الخبر الذي رويناه صحيح ولا إشكال فيه ولا روي عن شك ؛ لأن أسر المرتضى عليهالسلام كان في (أتوه) (١) والهادي عليهالسلام لم يتخلف من نهوضه من ورور (٢) إلى مدر (٣) فأقام فيه أياما ، ثم أتى علم بخروج القوم وكثرة من جمعوا من أحزاب الضلال فنهض إلى (أتوه) لكونها أحصن ، فما راعه إلا وصول القوم لعنهم الله في جنود لا يحصى عديدها ، ولا ينادى وليدها ، فأيدهم إبراهيم بن خلف ، فنشبت الحرب من الفريقين ، وكان دعام بن إبراهيم الأرحبي في خيل عظيمة ، فأمر إليه الهادي عليهالسلام سأله المعونة ببعض خيله فكره ، ودل العدو رجل من أهل خيوان (٤) لعنه الله على مكان طلعت منه جنودهم حتى صاروا من
__________________
(١) أتوه : بلدة حميرية في بلاد أرحب بلاد عيال أبو الخير ذكرها الحجري في معجم بلدان اليمن وقبائلها ص ٥٦ ١ / ٥٦.
(٢) ورور : جبل من جبر حاشد من ناحية ذي بين وهو المعروف الآن بظفار داود وقد ذكره صاحب معجم البلدان فقال : ورور بفتح الواو وسكون الراء حصن عظيم في اليمن من جبال صنعاء في بلاد همدان استولى عليه عبد الله بن حمزة الزيدي في أيام طعتكين بن أيوب ، وفي رأس جبل ورور حصن ظفار داود نسب إلى داود بن الإمام عبد الله بن حمزة مؤلف هذا الكتاب انظر معجم مجموع بلدان اليمن وقبائلها مادة حاشد ومادة ورور.
(٣) مدر : بلدة مشهورة في بلاد أرحب شمالي صنعاء على مسيرة يوم نسب إليها منيع بن ماجد الهمداني المدري أبو مطر وهو الذي عمر مسجد خضير بصنعاء ونسب إليها أيضا حجر بن قيس المدري صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وقيل أن الأخير نسب إلى مدارات من قرى الجند. انظر مجموع بلدان اليمن وقبائلها.
(٤) بلدة مشهورة من بلدان همدان وهي على وزن فيعال قيل كان الصنم يعوق فيها وقال الهمداني خيوان أرض خيوان بن مالك وهي من غرر بلاد همدان ... ونسب إليها جماعة. انظر مجموع بلدان اليمن وقبائلها مادة خيوان ومادة حاشد ج ١ / ٢٢٣.