الأصمعي : الرقاق الأرض اللينة من غير رمل ، وأنشد :
كأنّها بين الرّقاق والخمر ، |
|
إذا تبارين ، شآبيب مطر |
وهي مدينة مشهورة على الفرات ، بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام ، معدودة في بلاد الجزيرة لأنّها من جانب الفرات الشرقي ، طول الرّقّة أربع وستون درجة ، وعرضها ست وثلاثون درجة ، في الإقليم الرابع ، ويقال لها الرقة البيضاء ، أرسل سعد بن أبي وقّاص والي الكوفة في سنة ١٧ جيشا عليه عياض بن غنم فقدم الجزيرة فبلغ أهل الرقة خبره فقالوا : أنتم بين العراق والشام وقد استولى عليها المسلمون فما بقاؤكم مع هؤلاء! فبعثوا إلى عياض بن غنم في الصلح فقبله منهم ، فقال سهيل بن عدي :
وصادمنا الفرات غداة سرنا |
|
إلى أهل الجزيرة بالعوالي |
أخذنا الرقّة البيضاء لمّا |
|
رأينا الشّهر لوّح بالهلال |
وأزعجت الجزيرة بعد خفض |
|
وقد كانت تخوّف بالزّوال |
وصار الخرج ضاحية إلينا |
|
بأكناف الجزيرة عن تقالي |
وقال ربيعة الرقي يصفها :
حبّذا الرّقة دارا وبلد! |
|
بلد ساكنه ممّن تودّ |
ما رأينا بلدة تعدلها ، |
|
لا ولا أخبرنا عنها أحد |
إنّها برّيّة بحريّة ، |
|
سورها بحر وسور في الجدد |
تسمع الصّلصل في أشجارها |
|
هدهد البرّ ومكّاء غرد |
لم تضمّن بلدة ما ضمّنت |
|
من جمال في قريش وأسد |
وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات :
لم يصح هذا الفؤاد عن طربه |
|
وميله في الهوى وعن لعبه |
أهلا وسهلا بمن أتاك من ال |
|
رّقّة يسري إليك في شجبه |
وقال أيضا عبيد الله بن قيس الرّقيّات لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب :
أتيناك نثني بالذي أنت أهله |
|
عليك كما أثنى على الرّوض جارها |
تقدّت بي الشّهباء نحو ابن جعفر ، |
|
سواء عليها ليلها ونهارها |
فو الله لو لا أن تزور ابن جعفر |
|
لكان قليلا في دمشق قرارها |
فإن متّ لم يوصل صديق ولم يقم |
|
سبيل من المعروف أنت منارها |
ذكرتك أن فاض الفرات بأرضنا ، |
|
وجاش بأعلى الرّقّتين بحارها |
وعندي ممّا خوّل الله هجمة |
|
عطاؤك منها شولها وعشارها |
قال بطليموس : الرّقة البيضاء طولها ثلاث وسبعون درجة وست دقائق ، وعرضها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة ، طالعها الشّولة ، بيت حياتها القوس تحت إحدى عشرة درجة من السرطان ، يقابلها مثلها من الجدي ، بيت ملكها مثلها من الحمل ، عاقبتها مثلها من الميزان ، ارتفاعها ثمان