وقال الشاعر :
وخافت من جبال السّغد نفسي ، |
|
وخافت من جبال خوارزم |
وذكر أبو عبد الله المقدسي أن بالسغد اثني عشر رستاقا : ستة جنوبي النهر ، وهي بنجكث ثمّ ورغسر ثمّ ما يمرغ ثمّ سحرقعر ثمّ درغم ثمّ أوفر ، وأما الشمالية فأعلاها باركث ثم وريمد ثمّ بورماجر ثمّ كبوذنجكث ثمّ وذار ثمّ المرزبان ، ومن مدنها : كشانية وإشتيخن ودبوسية وكرمينية ، والله أعلم.
باب السين والفاء وما يليهما
سَفَا : موضع من نواحي المدينة ، قال ابن هرمة :
أقصرت عن جهلي الأدنى وحلّمني |
|
زرع من الشّيب بالفودين منقود |
حتى لقيت ابنة السعديّ يوم سفا ، |
|
وقد يزيد صباي البدّن الغيد |
فاستوقفتني وأبدت موقفا حسنا |
|
بها وقالت لقنّاص الصّبا : صيدوا |
إنّ الغواني لا تنفكّ غانية |
|
منهنّ يعتادني من حبّها عيد |
سَفَارِ : بوزن قطام ، اسم معدول عن مسافر : منهل قبل ذي قار بين البصرة والمدينة ، وهو لبني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، قاله ابن حبيب ، قال الفرزدق :
متى ما ترد يوما سفار تجد بها |
|
أديهم يروي المستجيز المعوّرا |
المستجيز : المستسقي ، والمعوّر : الذي لا يسقى ، وقال المنخّل بن سبيع العنزي في يوم سفار :
لقد نعبت طير الهديل وشحشحت |
|
غداة سفار بالنّحوس الأشائم |
ولاقى بها مرعى الغنيمة مجدبا |
|
وخيما على المرتاد مرعى الغنائم |
أتاها فلاقى بين أرجاء حفرها |
|
سهام المنايا الضّاريات الحوائم |
وكان فيه يوم مشهور من أيّام العرب بين بكر بن وائل وبني تميم فرّ فيه جبر بن رافع فارس بكر ابن وائل فسلبه سلمة بن مرارة التميمي بزّه وقال :
ولما رأى أهل الطّويّ تبادروا ال |
|
نّجاء وألقى درعه شيخ وائل |
وفي كتاب ابن الفقيه : سفار بلد بالبحرين.
سَفَاقُسُ : بفتح أوّله ، وبعد الألف قاف ، وآخره سين مهملة : مدينة من نواحي إفريقية جلّ غلاتها الزيتون ، وهي على ضفة الساحل ، بينها وبين المهدية ثلاثة أيّام وبين سوسة يومان وبين قابس ثلاثة أيّام ، وهي على البحر ذات سور ، وبها أسواق كثيرة ومساجد وجامع ، وسورها صخر وآجرّ ، وفيها حمامات وفنادق وقرايا كثيرة وقصور جمّة ورباطات على البحر ومنائر يرقى إليها في مائة وستين درجة في محرس يقال له بطريّة ، وهي في وسط غابة الزيتون ، ومن زيتها يمتار أكثر أهل المغرب وكان يحمل إلى مصر وصقلية والروم ويكون فيها رخيصا جدّا ، يقصدها التجار من الآفاق بالأموال لابتياع الزيت ، وعمل أهلها القصارة والكمادة مثل أهل الإسكندرية وأجود ، والطريق من سفاقس إلى قيروان ثلاثة أيام ومنها إلى المهدية يومان ، ينسب إليها أبو حفص عمر ابن محمد بن إبراهيم البكري السفاقسي المتكلم ، لقيه السلفي وأنشده وقال : كان من أهل الأدب وله