سميت ببئر كانت فيها ، والزوراء : البئر البعيدة القعر ، وأرض زوراء : بعيدة. والزوراء أيضا : دار عثمان بن عفّان ، رضي الله عنه ، بالمدينة ، والزوراء : أرض بذي خيم في قول تميم بن مقبل :
من أهل قرن فما اخضلّ العشاء له |
|
حتى تنوّر بالزوراء من خيم |
قال الأزهري : ومدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي ، سمّيت الزوراء لازورار في قبلتها ، وقال غيره : الزوراء مدينة أبي جعفر المنصور ، وهي في الجانب الغربي ، وهو أصحّ ممّا ذهب إليه الأزهري بإجماع أهل السير ، قالوا : إنّما سميت الزوراء لأنّه لما عمّرها جعل الأبواب الداخلة مزورة عن الأبواب الخارجة أي ليست على سمتها ، وفيها يقول بعضهم :
ودّ أهل الزوراء زور فلا |
|
تغترر بالوداد من ساكنيها |
هي دار السّلام حسب فلا |
|
يطمع منها بغير ما قيل فيها |
والزوراء : دار بناها النعمان بن المنذر بالحيرة ، قال ابن السكيت : وحدثني من رآها وزعم أن أبا جعفر المنصور هدمها ، وفيها يقول النابغة :
وأنت ربيع ينعش النّاس سيبه ، |
|
وسيف أعيرته المنيّة قاطع |
وتسقي إذا ما شئت غير مصرّد |
|
بزوراء في أكنافها المسك كارع |
والزوراء : موضع عند سوق المدينة قرب المسجد ، قال الداودي : هو مرتفع كالمنارة ، وقيل : بل الزوراء سوق المدينة نفسه ، ومنه حديث ابن عبّاس ، رضي الله عنه ، أنّه سمع صياح أهل الزوراء ، وإياه عنى الفرزدق :
تحنّ بزوراء المدينة ناقتي ، |
|
حنين عجول تركب البوّ رائم |
ويا ليت زوراء المدينة أصبحت |
|
بزوراء فلج أو بسيف الكواظم |
قال ابن السكيت في قول النابغة :
ظلّت أقاطيع أنعام مؤبّلة |
|
لدى صليب على الزوراء منصوب |
الزوراء : ماء لبني أسد ، وقال الأصمعي : الزوراء هي رصافة هشام وكانت للنعمان وفيها كان يكون ، وإليها كانت تنتهي غنائمه ، وكان عليها صليب لأنّه كان نصرانيّا ، وكان يسكنها بنو حنيفة ، وكانت أدنى بلاد الشام إلى الشيح والقيصوم ، قال : وليس للزوراء ماء لكنهم سمعوا قول القائل :
ظلّت أقاطيع أنعام مؤبّلة |
|
لدى صليب على الزوراء منصوب |
فظنوا أنّه ماء لهم وليس هناك ماء وإنما نصبوا الصليب تبركا به. وزوراء فلج ، وفلج : ما بين الرّحيل إلى المجازة ، وهي أوّل الدهناء. وزلفة وزوراء : ماءان لبني أسد ، وقال الحسين بن مطير :
ألا حبّذا ذات السّلام ، وحبّذا |
|
أجارع ووعساء التّقيّ فدورها |
ومن مرقب الزوراء أرض حبيبة |
|
إلينا محاني متنها وظهورها |
وسقيا لأعلى الواديين وللرّحى |
|
إذا ما بدا يوما لعينك نورها |
تحمّل منها الحيّ لما تلهّبت |
|
لهم وغرة الشعرى وهبّت حرورها |
قال بطليموس في كتاب الملحمة : مدينة الزوراء