سورة الحجر
سورة الحجر مكية بالإجماع.
وهي تسع وتسعون آية ، وستمائة وأربعة وخمسون كلمة ، وعدد حروفها : ألفان وتسعمائة حرف.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١) رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (٢) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٣) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (٤) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٥) وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٩)
قوله تعالى : (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) تقدّم نظير (تِلْكَ آياتُ) أول الرعد ، والإشارة ب «تلك» إلى ما تضمنته السورة من الآيات ، ولم يذكر الزمخشريّ غيره.
وقيل : إشارة إلى الكتاب السالف ، وتنكير القرآن للتخفيم ، والمعنى : تلك آيات ذلك الكتاب الكامل في كونه كتابا ، وفي كونه قرآنا مفيدا للبيان.
والمراد ب «الكتاب» وال «قرآن المبين» : الكتاب الذي وعد به محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ، أي : مبين الحلال من الحرام ، والحقّ من الباطل.
فإن قيل : لم ذكر الكتاب ، ثم قال : «وقرءان» ، وكلاهما واحد؟.
قيل : كلّ واحد يفيد فائدة أخرى ؛ فإنّ الكتاب ما يكتب ، والقرآن ما يجمع بعضه إلى بعض.
وقيل : المراد ب «الكتاب» التّوراة والإنجيل ، فيكون اسم جنس ، وبال «قرآن» : هذا الكتاب.