الزمان وقبله وبعده ، وليس (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) إلّا قرارا على غرار الموحدين ، فإنهم لا يتخطون الزمان أيا كان.
وقد تعني «الآخرة» هنا منذ الموت برزخا والى قيامة الإحياء الى ما لا نهاية له ، لأنها تقابل ـ ككل ـ الحياة الدنيا (١) وفي التعلقات الادبية ل «بالقول ـ في الحياة ..» اختلافات معنوية لعلها كلها معنية إلّا «آمنوا في الآخرة» حيث لا يقبل فيها حتى يثبت.
فالباء في «بالقول» للتعدية او السببية ، والظروف على الحالين قد يتعلق ب «يثبت» (٢) واخرى ب «آمنوا» و (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) متعلقة ب «يثبت» ام «الثابت» ام «آمنوا» ، ولا يطرح منها إلّا «آمنوا في الآخرة».
فالإيمان هنا مبدء للتثبيت وسبب له ، وجامع المعنى الذي يجمع صالحة المحتملات انه:
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، يثبتهم بسبب القول الثابت ، تثبيتا في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، تثبيتهم للقول الثابت في الحياة الدنيا
__________________
ـ والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : المسلم إذا سئل في القبر يشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله فذلك قوله سبحانه : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
(١) الدر المنثور ٤ : ٧٩ ـ اخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في هذه الآية قال : وفي الآخرة القبر ـ أقول : لقد تظافرت أحاديث الفريقين ان ذلك عند المسائلة في القبر وهو تفسير لا قرب المصاديق.
(٢) تعلق «بالقول» ب «يثبت» لا يصح الا ضمن تعلقه ب «آمنوا» حيث الصحيح في الاول «على القول الثابت».