حسب دركات الغواية مهما كانوا من المؤمنين : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) (١٥ : ٤٢).
واما (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) و «المخلصون» فليس له عليهم اي سلطان : (قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ، إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (٣٨ : ٨٢).
وهذه تعابير ثلاث عن ثالث ثلاثة من المكلفين : «غير الغاوين» (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) «المخلصين» وليخصص الأولان بكونهم من المخلصين ، فهم المؤمنون المتوكلون القمة ، وغير الغاوين القمة ، وهم المعصومون ، ام يعني من سلطانه السلطة الإلحادية أو الشركية فيعم (الَّذِينَ آمَنُوا ...) كل المؤمنين المتوكلين وكما قد يستفاد من آيات سلب السلطان.
(فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) ... أفلا لوم على الشيطان في إضلاله الدائب ، وإنما هو على المضلّلين المستضعفين؟ أجل إنه ملوم بما أضل ، وهم ملومون بما ضلوا ، ولكن حجر الأساس في ذلك اللوم هو الذي تولاه وتقبل سلطانه عليه ، فهم بالنسبة لأنفسهم أظلم وأشطن من الشيطان حين يحنون ظهورهم ليركبهم كما توعدهم : (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً).
«ما أنا بمصرخكم ولا أنتم بمصرخي» خلاف ما وعدتكم أني مصرخكم يوم الصرخة: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ ..).
انه لا إصراخ هنا او هناك إلّا صراخا أجرد عن اي مصرخ ، وترى هذا الشيطان لا يصرخ خلاف ما وعد ، (ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ) فما هو موقف (وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) ولم يكن فيه وعد لا من الشيطان ولا من أولياءه؟.