ولان «اعمالهم» جمع مضاف ، فقد تستغرق كل اعمالهم صالحات وطالحات ، ولكنما الطالحة حابطة في ذاتها دون حاجة الى ريح تشتد بها ، فقد تعني ـ فقط ـ صالحاتهم ، إلّا انها كطالحاتهم حابطة دون إحباط لفقدها شريطة الايمان ، وهذا المثل بيان لواقع اعمالهم في حساب الله ، وانهم يحسبون طالحاتهم ـ كما الصالحات ـ صالحات ، والله ينبئهم انها كلها حابطات ، إن في بعد كصالحاتهم ، ام في بعدين كالطالحات ، ف «أعمالهم» ـ إذا ـ تعني كل اعمالهم ، كما ان (ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) تؤيد العموم : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) بخلاف الصالحين حيث يعاكس أمرهم : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) (٣٥ : ٧٠).
وهنا تبرز حقيقة ناصحة ناصعة أن ليس العمل هو ـ فقط ـ المعوّل ، وانما هو باعث العمل ، إن ايمانا فصالح ، وان كفرا فطالح.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٩) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (٢٠) وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ