القرآن كائن ، بين ظاهر وكامن بين بطون وتأويلات ، ومآخذ الحقايق والأحكام ، وان كتاب الله على اربعة أشياء على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء. (١)
هناك التورات وهو أعظم كتب السماء بعد القرآن (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) (٧ : ١٤٥) ـ ثم الإنجيل (.. جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) (٤٣ : ٦٣) وهنا القرآن (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ)(٢) وهذه قضية خلوده وخاتميته وهيمنته على كتابات الوحي كلها : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (٥ : ٤٨).
__________________
ـ لم يدع شيئا تحتاج اليه الأمة إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعل لكل شيء حدا وجعل عليه دليلا وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا ، وفيه عن الكافي عن أبي الجارود قال قال ابو جعفر (عليه السلام): إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله قال في بعض حديثه : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال فقيل له يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اين هذا من كتاب الله؟ قال : ان الله عز وجل يقول : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) وقال : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) وقال : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).
(١) سفينة البحار عن الامام الحسين (عليه السلام) عن أبيه امير المؤمنين (عليه السلام).
(٢) نور الثقلين ٣ : ٧٣ في تفسير العياشي من عبد الله بن الوليد قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) قال الله لموسى (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشيء كله ، وقال الله لعيسى (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) وقال الله لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء.