من كل داء فانه. محلّق من كل الثمرات.
فذلك الشفاء في العسل هو طبيعة الحال بإذن الله ، فانه سلالة من كل الثمرات ، والثمرات هي أدواء كما هي ادام وغذاء ، ونحن لا نعرف ما تعرفت اليه النحل بما اوحي إليها من كل الثمرات ، وكيفية تعسيلها ، بعيدا عن الموذيات العالقة بها أحيانا والخليطة بها اخرى ، إذ لا نستطيع ان نسلك سبل ربنا كما هي سالكة بوحي الله ، مهما تقدمنا في علم الطب ومعرفة الثمرات ، و (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
لذلك فالعسل المصطنع البشرى ليس كعسل النحل ، حيث البشر لم يوح إليه ما اوحي إلى النحل ، فالبشر غير الموحى اليه لا عصمة له علميا ولا عمليا ، والنحل معصومة علما بالوحي وليست معصومة عمليا ، حيث تشذ البعض في أكل الثمرات فتمنع من الدخول في الخليّة ، فيصبح العسل معصوما عن كل خلل تطارد (شِفاءٌ لِلنَّاسِ) ، ولا دواء معروفا وغير معروف أدوى من العسل لاختصاصه في ذلك النص دون سواه ، كما لا دواء للأرواح والقلوب معصوما أدوى من القرآن حيث يعسل الروح
__________________
ـ وفيه عن سيف بن عميرة عن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كنا عنده فسأله شيخ فقال : بي وجع وانا اشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ فقال : ما يمنعك من الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي قال : لا يوافقني ـ قال : فما يمنعك من العسل؟ قال الله : فيه شفاء للناس. قال : لا أجده ـ قال : فما يمنعك من اللبن الذي نبت لحمك واشتد عظمك؟ قال : لا يوافقني قال له ابو عبد الله (عليه السلام):أتريد ان آمرك بشرب الخمر ، لا أمرك والله لا أمرك
وفيه عن علي (عليه السلام) قال : لعق العسل فيه شفاء للناس.
وفي الدر المنثور ٤ : ١٢٢ ـ اخرج ابن أبي شيبة عن حشرم المجمري ان ملاعب الاسنة عامر بن مالك بعث الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به فبعث اليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعسل او بعكة من عسل ـ