هاتان الإبهام والتي تليها لعذبنا ما يظلمنا شيئا» (١) فانه يناحر الضرورة القاطعة ان النبيين ولا سيما اولي العزم منهم معصومون.
ذلك ، واما الجمع بين كافة الدواب في اخذة جامعة جامحة من جراء مؤاخذة الظالمين اجمع فقد احالته «لو» هنا مصلحيا ، تأخيرا لهم الى اجل مسمى هو قيامة التدمير ، وحينئذ (ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) لأنها وقته الجماعي ، رتقا لحياة التكليف وفتقا لحياة الحساب وقبلها موتة الجميع ممن هو بعد في حياة التكليف ام حياة برزخية (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) وذلك هو الأجل المسمى الجماعي (٢) لكل الكائنات من دابة وسواها ، فان «يؤخرهم» هنا بعد (ما تَرَكَ عَلَيْها) تعني ـ فقط ـ ذلك التأخير الجماعي ، دون اجل الموت لكل فرد فرد ، ام اجل كل امة امة ، مهما كان كل من الأجل المسمى ، ولكن اين مسمى من مسمى؟ (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) الظالمون وغيرهم من دابة (لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً) ولا لحظة ، حيث الساعة هي من السّوع : حاضر الوقت ، وأقربه لحظة هو اقرب.
وترى هذا (لا يَسْتَأْخِرُونَ) إذ قضي الأمر فما ذا تعني (لا يَسْتَقْدِمُونَ) وقد جاء الأجل ، ولماذا يستقدمون؟.
قد يعني مجيء الأجل جيئة أشراطه القريبة منه ، مؤشرة بنفسه ، فهم إذا (لا يَسْتَقْدِمُونَ) إذ لا تقديم في قضاءه كما لا تأخير ، لأنه اجل مسمى محتوم.
__________________
(١). كما في الدر المنثور ٤ : ١٢١ ـ اخرج ابن مردوية عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...
(٢). الأجل المسمى وهو المحتوم الذي قرر في الذكر الحكيم وهو فردي وجماعي ، والمعلق هو الذي يعلق على سبب اختياري وسواه منه ومن غيره وهو الأجل المبكّر ، وهو ايضا فردي وجماعي والثاني في التدميرات الجماعية يوم الدنيا (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً).