يشاء وعلى اية حال «فإرادته احداثه لا غير ذلك» (١) فلو ان «كن» هنا قول فليكن له مخاطب ، وكون المخاطب قبل الخطاب او حينه يحيل تكوينه ، فانه تكوين للكائن ، فانما هي ارادة تتعلق بتكوين غير الكائن ، إما في أصله كالكائن الاول : المادة الأمّ ، فانه تكوين لا من شيء ، ام في تحويره تكوينا للشيء شيئا آخر ، فانه تكوين من شيء ، و «كن» يعمهما مهما اختلف تكوين عن تكوين.
والشيء المراد تكوينه في البعث ليس إلّا خلق الأمثال ، فالأرواح كائنة كما هيه ، والأجساد بموادها كما هيه ، وكل ما حصل هنالك بالموت هو انفصال الروح عن هذا البدن ، ثم تحول البدن رميما رمادا ، فلا معاد في
__________________
(١) في الكافي باسناده عن صفوان بن يحيى قال قلت لابي الحسن (عليه السلام) اخبرني عن الارادة من الله ومن الخلق ـ قال : الارادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل ، واما من الله تعالى فإرادته احداثه لا غير ذلك لأنه لا يروّي ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق ، فارادة الله الفعل لا غير ذلك يقول له : كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك كما انه لا كيف له.
وفي الدر المنثور ٤ : ١١٨ ـ اخرج احمد والترمذي وحسنه وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان واللفظ له عن أبي ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : يقول الله يا ابن آدم كلكم مذنب إلّا من عافيت فاستغفروني اغفر لكم وكلم فقراء الا من أغنيت فسلوني أعطكم وكلكم ضال إلا من هديت فسلوني الهدى أهدكم ومن استغفرني وهو يعلم اني ذو قدرة على ان اغفر له غفرت له ولا ابالي ولو ان اوّلكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ، ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى واحد منكم فانقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة ، ولو ان اوّلكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ، ويابسكم سألوني حتى تنتهي مسألة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني فانقص ذلك مما عندي كغرز ابرة لو غمسها أحدكم في البحر وذلك اني جواد ماجد واحد عطائي كلام وعذابي كلام انما امري لشيء إذا أردته ان أقول له كن فيكون.