يزول ، فانه اصل اصيل في كتابي التكوين والتشريع ، فلو خالف وعده فقد خالف ربوبيته ، وخالف احكام الفطرة التي فطر الناس عليها ، وأحكام العقل ، واحكام كل حكم عدل حكيم.
ونقمة الظالمين أحيانا يوم الدنيا لا تكفي انتصارا للمظلومين ، لو لا حياة بعد الموت تكفّى فيها نقماتهم ، وتكفّي للعادلين والمظلومين نعماتهم.
إذا فيوم الوعد ليس وعدا باطلا ، ام حقا زائلا يقبل البداء ، (بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا) عليه في كتاب التكوين فطرة وعقلا وعدلا ، وعليه في كتابات التشريع طول التأريخ الرسالي دونما تخلف وخلاف ، وليس الله ليترك ما عليه ـ وهو لزام ربوبيته ـ لما يحلفون بالله كاذبين جهد ايمانهم (لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ).
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ان ذلك وعد عليه ، تجاهلا مقصرا ، لا جهلا قاصرا الإقسام للمشركين وقد نطق به القرآن في آيات عدة!.
وعلى هامش نكران البعث يوم البعث نكران الرجعة قبل البعث في دولة القائم (عليه السلام) ، وقد تعنيه الآية تأويلا من باب الجري في المصداق الأدنى ، فإنهما من باب واحد مهما اختلف النكر بين النكرانين ، فهناك مشركون وهنا طائفة من المسلمين.
وترى كيف اقسم المشركون بالله ، وأصنامهم التي أشركوها بالله هي أعزّ لهم من الله؟ إذ يعبدونها من دون الله؟
إنهم مؤمنون بالله انه الأصل بين الآلهة ، مهما يعبدون الأصنام دون الله ، ولكنهم ـ وهم أمام المؤمنين بالله ـ لا بد وان يقسموا بمن يتصادقون في الايمان به وهو الله ، لا سيما وانهم المتظاهرون بمظهر الدافع عن الله ،