الكافرين على الايمان؟ فلا! ولا ان الله يحمل أحدا على كفر او ايمان (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) (١٨ : ٢٩) دونما حمل يسير ، وانما هو توجيه يخيّر كما في تكوينهم ، ثم يختار لهم كل خير.
ذلك نكرانهم لأصلي التوحيد والنبوة وفروع الشرعة ، ومن ثم ثالث ثلاثة نكران الآخرة:
(وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ٣٨.
هنا بعد ما كلّوا عن التدليل لعدم البعث أم إحالته ، كما فعلوا بما افتعلوا في اصلي التوحيد والنبوة والشرعة الإلهية ككل ، هنا يقسمون بالله جهد ايمانهم بهامتها في نهايتها : (لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ) متظاهرين انهم يحترمون الله فيما كانوا يخترمون : (لَوْ شاءَ اللهُ) فهم ـ إذا ـ يحلفون بمن يحترمونه وفوق المؤمنين به المفترين عليه انه بعث برسالة التوحيد والمعاد! وقد يقوم حلفهم مقام البرهان ، فسواء قال الله : لا أبعث من يموت ، أم قاله هؤلاء المخصوصون بالله!.
والجواب عن ذلك الإقسام الخاوي عن اي برهان كلمة واحدة «بلى» ولماذا؟ لان الحلف لا يقوم مقام البرهان في الأصول العقائدية العقلية ، سلبيا وايجابيا ، ولا سيما الفطرية كأصل الحياة بعد الموت ، فانها تعم الجهال والمجانين ، فضلا عن العقلاء المدعين العلم.
ثم وفيما يقوم الحلف مقام البنية القائمة مقام البرهان ، لا يقبل الحلف إلّا بما يؤمن به الحالف ، فكما أن حلف الملحد في الله لا يقبل ، كذلك المشرك بالله ، بل ولا الموحد المتزعزع في ايمانه ، فكيف يقبل ـ إذا ـ من المشرك المتهتك ساحة الربوبية اكثر من الملحد ، حيث يفتري على الله أنه لم يشاء منه الايمان ، ام أجبره على اللّاإيمان؟ رغم بعث الرسل تترى داعية الى الايمان.