ثم وكيف (تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) هنا ثم (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) بعد ، وفي ثالثة (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) (٣٣ : ١١) وفي رابعة (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) (٣٩ : ٤٢)؟.
الله هو المحيي والمميت لا سواه ، ولكنه يرسل ملك الموت لقبض الأرواح ، وملك الموت يبعث جماعة من أعوانه لقبض أرواح المؤمنين وآخرين للكافرين بإذن الله ، وقد يتولى الله قبض أرواح بنفسه المقدسة دون وسيط كالسابقين مثل لرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (١) والمحمديين طول الخط الرسالي فهو المميت لا سواه كما هو المحيي لا سواه ، وانما الملائكة كأرواح السابقين مثل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والمحمديين طول الخط الرسالي ، فهو المميت لا سواه كما هو المحيي لا سواه ، وانما الملائكة وسائل ظاهرية للأمانة كما للإحياء ، كما الإلقاء بالنفس من شاهق من أسبابها فهو تبارك وتعالى اجل وأعظم من ان يتولى ذلك بنفسه ، وفعل رسله وملائكته فعله ، لأنهم بامره يعملون ، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال الله فيهم (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) فمن كان من اهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة ، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن امره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب اليه ، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت وفعل ملك الموت فعل الله ، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء وان فعل أمناءه فعله كما قال (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)(٢).
__________________
(١)ملحقات احقاق الحق ٦ : ١٣٩ و ١٦ : ٥٠٥ من قول عزرائيل للنبي (ص) ليلة المعراج : «قد وكلني الله بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك علي بن أبي طالب فان الله** يتوناكما بمشيته** ـ كيف يشاء ويختار» أخرجه تسعه من أعلام إخواننا السنة.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٥١ عن الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال أجد الله تعالى يقول (يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) و (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) و (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ـ