كائنات بخلقه (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) فليست لتتفلت عن أمره او تتلفت الى غير امره ، فهي منضّده منظّمة كما امر الله ، منساقة الى ما ساقها الله ، فهي إذا من آيات الله كونا وكيانا وتوحيدا لله (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
(وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)(١٣).
الذرء هو اظهار المبدء : (وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٢٣ : ٧٩) (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (٤٢ : ١١) وسخر لكم «ما ذرأ» واظهر (لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) ذرأ للزرع والضرع وسواهما من ألوان المعادن وسائر المركبات العنصرية ، وأصلها واحد كما عرفه العلم اليوم فهو ذرء لمختلف الألوان ذريا وجزئيّا وعنصريا وألوانا اخرى : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) (١٣ : ٤)(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) «يذكرون» بذكريات علمية وعقلية ، فمختلف الألوان لا يذرأ من اصل واحد ولون فارد إلّا بمختلف ألوان الذرء بمختلف القصد والاختيار.
فالأصل واحد في الظاهر وهو المادة الأرضية ، وواحد في الواقع علميا حيث العناصر والجزئيات والذرات المختلفة ترجع الى شحنة موجبة (بروتون) واخرى سالبة (الكترون) ام وثالثة او رابعة خنثى (نيوترون) (بوزيترون) أما ذا؟ وهذه ايضا ترجع الى المادة الفردة الأمّ!.
عجائب الألوان فيما ذرأ في الأرض وإليكم مثالا دقيقا لمختلف الألوان في خلق واحد: فراشة أبي دقيق : فأجنحة الواحدة منها تبلغ مساحتها (١٥) بوصة وقد رسمت في هذه الساحة