لها دونه ف (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ..) (٣٩ : ٧) والغايات في تكوين الله وتشريعه وشرعته منحصرة في خلقه منحسرة عن جناب قدسه ، فهو الغني في ذاته ، وأفعاله وصفاته ، والحميد بذاته مهما حمده الحامدون أم أنكره الناكرون ، فليس ليكسب كمالا وجمالا بشكرهم أو يحظو حظوة ، ام يخسر في جمال او كمال بكفرهم ف (يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ. إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ. وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) (١٤ : ١٨ ـ ٢٠) فلا تمنوا على الله بشكركم (بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ) ويقبل شكركم ، ويقبل بوجهه الكريم إليكم ، ولا تغتروا عليه بكفركم إذ لا غالب له وأنتم عبيده الفقراء.
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)(٩).
متابعة لتذكير موسى قومه بأيام الله في بلائه السوء على الغابرين الذين خمدت نيرانهم وعفت آثارهم وأخبارهم ، وهنا موسى راوية يتوارى أمام الرسل والرسالات ليستمر في عرضها بأزمانها الخالية وفي كل مكان ، حيث يتلاشى فيها الزمان والمكان ، مؤشرا إلى أحداث الروايات الكبرى وكما النبأ هو خبر ذو فائدة عظيمة ، ثم يفسح المجال للأبطال يحدثون في حوار بين الحق والباطل ، حيث يتخطى أبعاد الزمان والمكان ، ويتخلص إلى إبعاد الباطل عن الرسالات الإلهية وحملتها ، وزجّ المعارضين إلى مكان سحيق محيق من باطلهم الزائف وكفرهم الحميق العميق.
هنالك نشهد مشاهد الرسل الكرام أمام الكفرة اللئام ، يواجهونهم بكل جاهلياتهم ، في تواري الأشخاص والشخصيات ، بمظاهر الحجاجات