والمعادن حيث تنبت من مختلف المواد المتحولة تدريجيا إليها.
وعلّ (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) هنا هو (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) هناك ، فان كل شيء سوى الله زوج ، وكل زوج هو شيء خلقه الله ، وقد تلمح «من» التبعيض هنا أن منها ما هي مخلوقة في غير هذه الأرض ، من سائر الأرضين السبع ، وسائر الكرات المعمورة ، وإلّا فلما ذا (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) لا «كل شيء» فهذه الأرض واضرابها فيها أمهات النابتات الوليدات وكلها زوج بهيج موزون (١).
ثم و «موزون» يدل على عامة الوزن في كل شيء سوى الله ، وكل زوج ، فما هو الوزن كله؟
هذه الآية هي الوحيدة في حمل الوزن لكل شيء وزوج ، وقد تدلنا على لزام الوزن لكل شيء لأنه زوج ، فللمركب وزن أيا كان ، وزنا هندسيا كالبعدين والأبعاد ، ووزنا فيزيائيا وهما لكافة المواد دونما استثناء.
ولان «فيها» تعم الأرض ورواسيها ، ام إذا خصت الأرض فالرواسي ايضا منها ومن نابتاتها ، حيث حصلت من الأمواج سطحا وعمقا حينما كانت ذائبة ومتحركة شموسا ، فالدوران خلّف الموجان وخروج شيء من أثقالها المائعة المائجة منها وبرودتها على اثر الاصطكاك بالفضاء المجاور البارد ، إذا فرواسيها كسائر مواليدها هي من نابتاتها ، ثم رواس أخرى هي الأحجار السماوية الملقاة عليها ، وثالثة هي الملقاة عليها من داخلها على اثر
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٦ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله : «وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ» فان الله تبارك وتعالى أنبت في الجبال الذهب والفضة والجوهر والصفر والنحاس والحديد والرصاص والكحل والزرنيخ وأشباه هذه لا يباع الا وزنا.