حرام ، وهم محاربون ، أحلّوه وحرّموا مكانه شهرا آخر. حتّى رفضوا خصوص الأشهر ، واعتبروا مجرّد العدد.
وعن نافع (١) : «انّما النّسيّ» بقلب الهمزة ياء ، وادغام الياء فيها.
وقرئ (٢) : «النّسي» بحذفها : كالرّمي. ونسبه في مجمع البيان (٣) إلى الباقر ـ عليه السّلام ـ. وفي الجوامع (٤) إلى الصّادق ـ عليه السّلام ـ. و «النّسء» و «النّساء» وثلاثتها مصادر نسأه : إذا أخّره.
(زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) : لأنه تحريم ما أحلّ الله ، وتحليل ما حرّمه. فهو كفر آخر ضمّوه إلى كفرهم.
(يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) : إضلالا زائدا.
وقرأ (٥) حمزة والكسائي وحفص : «يضلّ» على البناء للمفعول.
وعن يعقوب (٦) : «يضلّ» ، على أنّ الفعل لله.
(يُحِلُّونَهُ عاماً) : يحلّون «النّسيء» من الأشهر الحرم سنة ، ويحرّمون مكانه شهرا آخر.
(وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً) : فيتركونه على حرمته.
والجملتان تفسير للضّلال ، أو حال.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٧) : كان سبب نزولها ، أنّ رجلا من كنانة كان يقف في الموسم فيقول : قد أحللت دماء المحلّين طيء وخثعم في شهر المحرّم ، وأنسأته وحرّمت بدله صفر. فإذا كان العام المقبل يقول : قد أحللت صفر وأنسأته ، وحرّمت بدله شهر المحرّم. فأنزل الله «إنّما النّسيء» (الآية).
وقيل (٨) : أوّل من أحدث ذلك جنادة بن عوف الكنانيّ. كان يقوم على جمل في الموسم فينادي : إن آلهتكم قد أحلّت لكم المحرّم ، فأحلّوه. ثمّ ينادي في القابل : إنّ آلهتكم قد حرّمت عليكم المحرّم ، فحرّموه.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٤١٤.
(٢) نفس المصدر ، والموضع.
(١ و ٤) ـ مجمع البيان ٣ / ٢٨ ، وجوامع الجامع / ١٧٨.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٤١٥.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٤١٥.
(٧) تفسير القمي ١ / ٢٩٠.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ٤١٥.