وأصحابه : أما والله ، لو أنّ أولئك الأربعين رجلا الّذين بايعوني وفوا لجاهدتكم (١) في الله حقّ جهاده. أما والله ، لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيامة. ثمّ نادى [قبل أن يبايع] (٢) يا (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي).
وبإسناده (٣) إلى محمّد بن عليّ الباقر ـ عليه السّلام ـ قال : حجّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من المدينة. وبلغ من حجّ مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون ، على نحو عدد أصحاب موسى ـ عليه السّلام ـ السّبعين ألف الّذين أخذ عليهم بيعة هارون ـ عليه السّلام ـ. فنكثوا ، واتّبعوا العجل والسّامريّ. [وكذلك أخذ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ البيعة لعليّ ـ عليه السّلام ـ بالخلافة على عدد أصحاب موسى ـ عليه السّلام ـ. فنكثوا البيعة ، واتّبعوا العجل والسّامريّ ،] (٤) سنّة بسنّة ، ومثلا بمثل. والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
(فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ) : فلا تفعل بين ما يشمتون بي لأجله.
(وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (١٥٠) : معدودا في عدادهم بالمؤاخذة عليّ ، أو نسبة التّقصير إليّ.
(قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي) : ما صنعت بأخي.
(وَلِأَخِي) : إن فرّط في كفّهم. ضمّ إليه نفسه بالاستغفار ترضية له ودفعا للشّماتة عنه.
(وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ) : بمزيد الإنعام علينا.
(وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (١٥١) : فأنت أرحم بنا منّا على أنفسنا.
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ) قيل (٥) : هو ما أمرهم به من قتل أنفسهم.
(وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا).
قيل (٦) : هي خروجهم من ديارهم.
__________________
(١) هكذا في المصدر ، وفي النسخ : وفوا إلى الجهاد لكم ....
(٢) من المصدر.
(٣) الاحتجاج ١ / ٦٨ بتصرّف.
(٤) ما بين المعقوفتين ليس في المتن.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٣٧٠.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٣٧١.