قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب [ ج ٥ ]

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب [ ج ٥ ]

37/582
*

ثمّ قال أبو ياسر لحيّ (١) أخيه : وما يدريك لعلّ محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ قد جمع هذا كلّه وأكثر منه.

فقال أبو جعفر ـ صلوات الله عليه ـ : إنّ هذه الآيات أنزلت فيهم «منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهات». وهي تجري في وجوه أخر على غير ما تأوّل (٢) به حيّ (٣) وأبو ياسر وأصحابه.

(كِتابٌ) : خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو كتاب. أو خبر «المص». والمراد به ، السّورة أو القرآن.

(أُنْزِلَ إِلَيْكَ) : صفة.

(فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) ، أي : شكّ ، فإنّ الشّكّ حرج الصّدر. أو ضيق قلب من تبليغه ، مخافة أن تكذّب فيه أو تقصّر في القيام بحقّه.

وتوجيه النّهي إليه ، للمبالغة ، كقولهم : لا أرينّك ها هنا.

و «الفاء» تحتمل العطف والجواب ، فكأنّه قيل : إذا أنزل إليك لتنذر به ، فلا يحرج صدرك.

وفي مجمع البيان (٤) : وقد روي في الخبر : أنّ الله ـ تعالى ـ لمّا أنزل القرآن إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : إنّي أخشى أن يكذّبني النّاس ويقطعوا (٥) رأسي ، فيتركوه كالجزّة (٦). فأزال الله ـ تعالى ـ الخوف عنه.

(لِتُنْذِرَ بِهِ) : متعلّق «بأنزل إليك» ، أو ب «لا يكن». لأنّه إذا أيقن أنّه من عند الله ، جسر على الإنذار. وكذا إذا لم يخف منهم ، أو علم أنّه موفّق للقيام بتبليغه.

(وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢) : يحتمل النّصب بإضمار فعلها ، أي : لتنذر به وتذكّر ذكرى. فإنّها بمعنى التّذكير.

والجرّ ، عطفا على محلّ «تنذر».

والرّفع ، عطفا على «كتاب» ، أو خبرا لمحذوف.

__________________

(١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : ليحيى.

(٢) من بداية تفسير سورة الأنعام إلى هنا لا يوجد في نسخة «أ».

(٣) كذا في المصدر ، وفي النسخ : يحيى.

(٤) مجمع البيان ٢ / ٣٩٥.

(٥) المصدر : يثلغوا. ثلغ رأسه : شدخه وكسره.

(٦) المصدر : كالخبزة.