(لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ) (٨١) : أنّ مآبهم إليها. أو أنّها كيف هي ما اختاروها بإيثار الدّعة على الطّاعة.
(فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) : إمّا على ظاهر الأمر ، وإمّا إخبار عمّار يؤول إليه حالهم في الدنيا والآخرة. أخرجه على صيغة الأمر ، للدّلالة على أنه حتم واجب.
ويجوز أن يكون الضّحك والبكاء كنايتين عن السّرور والغمّ. والمراد من القلّة : العدم.
وفي مجمع البيان (١) : وروى أنس بن مالك ، عن النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.
(جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٨٢) : من الكفر والنّفاق والتخلّف.
(فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ) : فإن ردك إلى المدينة وفيها طائفة من المتخلّفين ، يعني : منافقيهم. فإنّ كلّهم لم يكونوا منافقين. أو من بقي منهم. وكان المتخلّفون اثني عشر رجلا.
(فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ) : إلى غزوة أخرى بعد تبوك.
(فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا) : إخبار في معنى النّهي ، للمبالغة.
(إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) : تعليل له. وكان إسقاطهم عن ديوان الغزاة عقوبة لهم في تخلّفهم. وأوّل مرة ، هي الخرجة إلى غزوة تبوك.
(فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ) (٨٣) ، أي : المتخلّفين لعدم لياقتهم للجهاد ، كالنّساء والصّبيان.
وقرئ (٢) : «مع الخلفين» على قصر «الخالفين».
(وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) : بأن تدعو له وتستغفر.
(وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) : للدّعاء.
وفي مجمع البيان (٣) : فإنّه ـ عليه السّلام ـ كان إذا صلّى على ميّت ، يقف على قبره ساعة ويدعو له. فنهاه الله عن الصلاة على المنافقين ، والوقوف على قبرهم (٤) ،
__________________
(١) المجمع ٣ / ٥٦.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٤٢٦.
(٣) المجمع ٣ / ٥٧.
(٤) المصدر : قبورهم.