وفي مجمع البيان (١) : قيل : يحبّون أن يتطهّروا بالماء من الغائط والبول. وهو المرويّ عن السّيدين الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ.
وروي (٢) عن النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنه قال لأهل قباء : ما ذا تفعلون في طهركم؟ فإن الله ـ عزّ وجلّ ـ قد أحسن عليكم الثناء.
قالوا : نغسل أثر الغائط.
فقال : أنزل الله فيكم (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).
(أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ) : بنيان دينه.
(عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ) : على قاعدة محكمة ، هي التقوى من الله وطلب مرضاته بالطّاعة.
(خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ) : على قاعدة هي أضعف القواعد وأقلّها بقاء. وهو الباطل والنّفاق ، الّذي مثله ، مثل شفا جرف هار في قلّة.
الثّبات.
و «الشّفا» الشّفير. و «جرف الوادي» جانبه ، الّذي ينحفر أصله بالماء وتجرفه السّيول. و «الهار» الهائر ، الّذي أشفى على السّقوط والهدم.
(فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ) : لمّا جعل الجرف الهار مجازا عن الباطل ، قيل (٣) : «فانهار به في نار جهنّم».
والمعنى : فهوى به الباطل في نار جهنّم ، فكأنّ المبطل أسّس بنيانا على شفير جهنّم ، فطاح به إلى قعرها.
وقرأ (٤) نافع وابن عامر : «اسّس» على البناء للمفعول.
وقرئ (٥) : «أساس بنيانه» ، و «أسّ بنيانه» على الإضافة. و «أسس» ، و «آساس» ، و «إساس» بالكسر ، وثلاثتها جمع ، أسّ. و «تقوى» بالتّنوين ، على أنّ الألف للإلحاق لا للتّأنيث ، كتترى.
وقرأ (٦) ابن عامر وحمزة وأبو بكر : «جرف» : بالتّخفيف.
__________________
(١) المجمع ٣ / ٧٣.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) تفسير الصافي ٢ / ٣٧٩.
(١ و ٥) ـ أنوار التنزيل ١ / ٤٣٣.
(٦) نفس المصدر والموضع.