وفي كتاب علل الشّرائع (١) ، بإسناده إلى أبي حمزة (٢) ، عن أحدهما ـ عليهما السّلام ـ في قوم لوط : أنّ إبليس أتاهم في صورة حسنة ، فيها تأنيث ، عليه ثياب حسنة. فجاء إلى شبّان منهم ، فأمرهم أن يقعوا به. ولو طلب إليهم أن يقع بهم ، لأبوا عليه ولكن طلب إليهم أن يقعوا به. فلمّا وقعوا به ، التذّوه. ثمّ ذهب عنهم وتركهم ، وأحال بعضهم على بعض.
وفي الكافي (٣) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ـ عليهما السّلام ـ في قوم لوط : (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ). وذكر كما في علل الشّرائع سواء.
وفي تفسير العيّاشي (٤) : عن بريد بن ثابت (٥) قال : سأل رجل أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : أن يؤتى النّساء في أدبارهنّ؟
فقال : سفلت سفل الله بك. أما سمعت الله يقول : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ).
وفي عيون الأخبار (٦) ، عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ من خبر الشّاميّ وما سأل عنه أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في جامع الكوفة ، حديث طويل. وفيه : وسأله عن أوّل من عمل عمل قوم لوط.
قال : إبليس ، فإنّه (٧) أمكن من نفسه.
(إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ) : بيان لقوله : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ). وهو أبلغ في الإنكار والتّوبيخ.
وقرأ (٨) نافع وحفص : «إنّكم» على الإخبار المستأنف. و «شهوة» مفعول له ، أو مصدر وقع موقع الحال. وفي التّقييد بها ، وصفهم بالبهيمة الصّرفة ، وتنبيه على أنّ العاقل ينبغي أن يكون الدّاعي له إلى المباشرة طلب الولد وبقاء النّوع لا قضاء الوطر.
__________________
(١) العلل / ٥٤٨ ، ح ٣. لخّص المؤلف صدر الخبر.
(٢) المصدر : أبي بصير.
(٣) الكافي ٥ / ٥٤٤ ، ح ٤.
(٤) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٢ ، ح ٥٥.
(٥) المصدر ، أ ، ب : يزيد بن ثابت.
(٦) العيون ١ / ٢٤٦.
(٧) المصدر : لأنّه.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ٣٥٧.