(إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ). فنحن ، والله ، عنى بذي (١) القربى. الّذي قرننا الله بنفسه وبرسوله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقال : (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) فينا خاصّة.
عليّ بن محمّد (٢) ، عن عليّ بن عبّاس ، عن الحسن بن عبد الرّحمن ، عن عاصم بن حميد ، [عن أبي حمزة] (٣) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قلت له : إنّ بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم.
فقال لي : الكف عنهم أجمل.
ثمّ قال : والله ، يا أبا حمزة ، إنّ الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا.
قلت : فكيف لي بالمخرج من هذا؟
فقال لي : يا أبا حمزة ، كتاب الله المنزل يدلّ عليه. إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة في جميع الفيء. ثم قال ـ عزّ وجلّ ـ : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ) (الآية). فنحن أصحاب الخمس والفيء ، وقد حرّمناه على جميع النّاس ما خلا شيعتنا.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب الاحتجاج للطبرسيّ (٤) : عن عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ حديث طويل. يقول فيه لبعض الشّاميّين : فهل قرأت هذه الآية : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى)؟
فقال له الشّامي : بلى.
فقال له ـ عليه السّلام ـ : فنحن ذو القربى.
وفي تهذيب الأحكام (٥) : سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن مسكان قال : حدثنا زكريا بن مالك الجعفيّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ إنّه سئل عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ) (الآية).
فقال : أما خمس الله ـ عزّ وجلّ ـ فللرّسول ، يضعه في سبيل الله. وأمّا خمس الرسول فلأقاربه ، وخمس ذوي القربى فهم أقرباؤه ، واليتامى يتامى أهل بيته. فجعل هذه
__________________
(١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : بذلك.
(٢) الكافي ٨ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، ح ٤٣١.
(٣) من المصدر.
(٤) الاحتجاج ٢ / ٣٣ ـ ٣٤.
(٥) تهذيب الأحكام ٤ / ١٢٥ ، ح ٣٦٠.