رشدت وأنعمت ابن عمرو وانما |
|
تجنبت تنورا من النار حاميا |
بدينك ربا ليس رب كمثله |
|
وتركك أوثان الطواغي كما هيا |
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه |
|
ولو كان تحت الأرض سبعين واديا |
قتل زيد قبل ان يبعث رسول الله (ص) ، ولكن ابنه آمن بالرسول الأعظم (ص) ، وسأل هو وابن عمه عمر بن الخطاب الذي كان يؤذي عمه من قبل ، سألا رسول الله : أنستغفر لزيد؟. قال : نعم ، انه يبعث أمة واحدة.
وأما عبد الله بن جحش فبقي حتى بعثة الرسول (ص) ، واسلم وهاجر هو وزوجته ام حبيبة بنت أبي سفيان الى الحبشة ، ومات فيها بعد ان ارتد الى النصرانية .. وتزوج النبي (ص) بعده ام حبيبة.
وأما عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر ملك الروم وتنصر ، وكان يقال له البطريق ، ومات بالشام ، سمه احد ملوك الغساسنة ، ولا عقب له.
أما ورقة فعاش في مكة كالرهبان ينهى قومه عن عبادة الأوثان ، وهو ابن عم خديجة زوجة الرسول (ص) ، وحين نزل الوحي على زوجها انطلقت به الى ابن عمها ورقة ، فقال له : يا ابن اخي ما ذا ترى؟. ولما أخبره رسول الله قال له ورقة : هذا هو الناموس الذي نزل على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ـ شاب ـ ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال الرسول (ص) : او مخرجي هم؟. قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وان يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.
لقد نطق ورقة بوحي من فطرته الصافية ، فطرة الله التي فطر الناس عليها .. وكل انسان يرجع الى فطرته هذه يؤمن بمحمد (ص) وينصره نصرا مؤزرا إذ (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٣٠ الروم لأن الأهواء تختم على فطرتهم وتنحرف بها عن طريقها القويم.
(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى). كان للمشركين أصنام شتى ، سموها بأسماء ما انزل الله بها من سلطان ، وما كانت كلمة الرحمن من هذه الأسماء ، ولذا لما دعاهم الرسول الأعظم (ص) الى عبادة الرحمن قالوا : وما الرحمن : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ