بما تدين فيدخل الكافرين النار ، والمؤمنين المخلصين الجنة. وتقدم نظير هذه الآية مع التفسير في الآية ٦٢ من سورة البقرة ج ١ ص ١١٧.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ). قال جماعة من المفسرين : المراد بسجود الدواب والجماد والنبات انها جميعا طوع أمره يتصرف فيها كما يشاء .. وعند تفسير الآية ٤٤ من سورة الاسراء قلنا ان تسبيح كل شيء بحسبه. وكذلك السجود ، وان تسبيح الجمادات والنباتات والحيوانات هو دلالتها على وجود خالقها وعظمته. وقال الملا صدرا في كتاب الاسفار : «ان الموجودات كلها عاقلة ، تعقل ربها ، وتعرف مبدعها ، وتسمع كلامه ، وتمتثل أمره». وليس هذا ببعيد لأن العقل لا ينفيه ، وظاهر النقل يثبته ، قال تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) ـ ٤٤ الاسراء. وقد يكشف العلم هذه الحقيقة في المستقبل القريب أو البعيد.
(وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) يؤمنون بالله وله يسجدون (وَكَثِيرٌ) منهم (حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) هم الكافرون بالله الساخرون ممن آمن به وتعبد له. وكان على صاحب الأسفار أن يستثني الجاحدين من الموجودات والكائنات (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) أبدا .. لا رافع لمن وضع الله وأذل ، ولا واضع لمن أعز وأكرم .. ولا كرامة عند الله إلا للمتقين (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) من إكرام الصالحين المصلحين ، واهانة الضالين والمفسدين.
وبعد ، فان لله سننا في خلقه لا يمكن تجاوزها ، وهي أن من سلك طريق التهلكة هلك ، ومن سلك طريق السلامة سلم ، وطريق السلامة والكرامة عند الله هو الايمان الصادق ، والعمل الصالح ، وطريق الخزي والهوان النفاق والإفساد في الأرض.
(هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ