مُبِينٍ) المراد باليوم هنا يوم القيامة ، وبالضلال العذاب ، حيث لا طريق في ذاك اليوم لا إلى الهداية ، ولا إلى الضلالة ، بل حساب وجزاء ، ولا شيء سواهما.
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ). الخطاب في أنذرهم للنبي (ص) ، ويوم الحسرة هو يوم القيامة ، وسمي بذلك لأن النفس المجرمة تقول غدا : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) ـ ٥٦ الزمر ، وقضي الأمر آنذاك حيث لا اقالة ولا رجعة ، وهم في غفلة الآن حيث يمكنهم أن يرجعوا عن كفرهم وضلالهم ، ويطلبوا من الله العفو والصفح ، ولكنهم لم يفعلوا ، واستمروا في طغيانهم يعمهون ، وقوله تعالى : (وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) معناه انهم لا يصدقون قولنا : انهم سيبعثون ، بل يلوون رؤوسهم ، وهم يسخرون.
(إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ). الأرض ومن عليها لله ، ولا أحد يملك معه شيئا ، والإنسان فيها عابر غير مقيم ، وكل ما في يده عارية مسؤول عنها ومحاسب عليها .. وبالاختصار ان هذه الآية ترادف كلمة انّا لله وانا اليه راجعون. والقصد منها تخويف العصاة وزجرهم من جهة ، والتخفيف من حزن النبي (ص) وألمه لإعراض الكافرين عن دعوته من جهة ثانية.
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (٤٣) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (٤٤) يا أَبَتِ