فرعون وقومه ويؤمنوا ، او جزاء على عنادهم وعتوهم ، وهي الآيات التسع المشار اليها في الآية ، وأظهرها انقلاب العصا حية ، واليد البيضاء ، ثم إغراق الكافرين بالبحر ، أما الست الباقية فقد اشارت الى خمس منها هذه الآية : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ) ـ ١٣٣ الأعراف ج ٣ ص ١٨٥. والسادسة الطمس على الأموال : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ) الى قوله (قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) ـ ٨٨ يونس ج ٤ ص ١٨٦».
(فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ) الخطاب لمحمد (ص) ، والمراد ببني إسرائيل من آمن به منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه ، والغرض من السؤال والجواب ان يظهر اليهود وغير اليهود صدق الرسول الكريم في كل ما جاء به من عند الله (إِذْ جاءَهُمْ) الضمير في جاء يعود الى موسى ، وضمير (هم) يعود الى بني إسرائيل لان الله أرسل موسى (ع) لأمور ، منها ان يحرر بني إسرائيل من ظلم فرعون الذي كان يسومهم سوء العذاب .. وطلب موسى من فرعون ان يؤمن بالله ، ويرسل معه بني إسرائيل (فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) اي ساحرا بدليل الآية ١٠٩ من الاعراف : (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ). قالوا هذا بعد أن شاهدوا العصا تتحول الى ثعبان مبين ، واليد السمراء الى بيضاء من غير سوء.
(قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً). هؤلاء اشارة الى الآيات التسع ، ومعنى بصائر دلائل تبصّرك وتعرف بصدقي ونبوتي .. لما قال فرعون لموسى : أظنك ساحرا أجابه موسى انت تعلم علم اليقين صحة الآيات والمعجزات التي أتيت بها ، وانها دلائل من الله واضحة ، وبراهين ظاهرة تبصّرك انت وجميع الناس باني رسول من عند الله ، ولكنك تعاند وتكابر حرصا على عرشك ومنصبك .. وإذا ظننتني ساحرا يا فرعون فاني أظنك هالكا جزاء تكذيبك للحق الصريح ، ومن يعش ير .. وكل من عاند الحق واستثقل ان يقال له فهو من حزب فرعون وعلى ملته.
(فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ). الضمير المستتر في أراد يعود الى فرعون ، وضمير الجمع في يستفزهم يعود الى موسى وقومه ، والمعنى ان فرعون أراد ان يخلي ارض مصر من بني إسرائيل بالقتل والأسر والتشريد ، فدارت عليه دائرة