الإعراب :
إلا من تاب استثناء متصل من ضمير يلقون. وشيئا مفعول مطلق. وجنات عدن بدل من الجنة في قوله : يدخلون الجنة. وبالغيب متعلق بمحذوف حالا من جنات عدن أي كائنة بالغيب. وضمير انه يعود الى الله. وسلاما مستثنى منقطع أي ولكن يسمعون سلاما. ورب السموات والأرض بدل من ربك ، ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي هو رب السموات.
المعنى :
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ). بعد ان ذكر سبحانه الأنبياء الاطهار أشار الى خلفهم الأشرار ، ووصفهم بأنهم تركوا عبادة الرحمن ، واتبعوا الشيطان ، ويتلخص المعنى بهذه الكلمة : نعم السلف ، وبئس الخلف. (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) شرا وعذابا جزاء على معصيتهم وتمردهم (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً). وأحسن تفسير لهذه الآية قول الرسول الأعظم (ص) : التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وتقدم نظير هذه الآية في سورة الأنعام الآية ٥٤ ج ٣ ص ١٩٧.
(جَنَّاتِ عَدْنٍ) قائمة دائمة ، لا ينقطع نعيمها ، ولا يظعن مقيمها (الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ). المراد بعباده هنا المؤمنون المخلصون ، وبالغيب أي انهم آمنوا بالجنة وعملوا لها ، وهم غائبون عنها ، وهي غائبة عنهم ، وقد مدح الله المؤمنين بالغيب في العديد من آياته (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا). ضمير انه يعود الى الله ، والمعنى ان الله لا يخلف الميعاد.
(لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا). في الحياة الدنيا لغو وكذب ومهاترات ، أما في الجنة فقول كريم ، ورزق مقيم. والبكرة والعشي كناية عن الدوام ، إذ لا صباح ولا مساء في الجنة (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا). وكلمة نورث تشعر بأن الجنة ملك المتقين ، قال تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ـ ١١ المؤمنون.