قال : « تقولون : اللهمّ صلّ على محمّد وتمسكون ، بل قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد » ، كما ذكره ابن حجر في « الصواعق » ، في الآية الثانية من الآيات الواردة في أهل البيت (١).
نعم ، ربّما يصلّون على آله معه في أوائل مصنّفاتهم أو أواخرها ، ولكن يضيفون إليه صحبه ، كراهة لإفرادهم وتمييزهم على صحبه بالاقتران مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما ميّزهم الله ورسوله.
ويشهد له أيضا ما ذكره الزمخشري في تفسير الآية ، فإنّه بعد ما ذكر الخلاف في وجوبها ، كلّما يذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو في كلّ مجلس مرّة ، أو في العمر مرّة ، قال :
« القياس جواز الصلاة على سائر المؤمنين ؛ لقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ) (٢) وقوله تعالى : ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) (٣) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهمّ صلّ على آل أبي أوفى.
ولكنّ للعلماء تفصيلا في ذلك ، وهو : إنّها إن كانت على سبيل التّبع كقولك : صلّى الله على النبيّ وآله ، فلا كلام فيها.
وأمّا إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو ، فمكروه ؛ لأنّ ذلك صار شعارا لذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأنّه يؤدّي إلى الاتّهام بالرفض وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفنّ
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ٢٢٥ ، وانظر : سنن الدار قطني ١ / ٢٨١ ح ١٣٢٨ و ١٣٢٩ ، فردوس الأخبار ٢ / ٣١١ ح ٦٤٠٣ ، الشفا ٢ / ٦٤ ، جواهر العقدين : ٢١٧ و ٢٢١ ، كشف الغمّة عن جميع الأمّة ـ للشعراني ـ ١ / ٣٤٢ ، رشفة الصادي : ٦٨.
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٤٣.
(٣) سورة التوبة ٩ : ١٠٣.