وأيّ عاقل يفهم هذا المعنى من تلك الرواية؟!
ولو سلّم ، فالسؤال عن ولايته عليهالسلام بهذا المعنى دون سائر الأولياء دليل على تميّزه عليهم بالفضل ، والقرب إلى الله عزّ وجلّ ، وهو يستدعي الإمامة.
ويبعد أيضا أن يراد بالولاية في الأخبار : الحبّ ، وإن كان حبّه واجبا وأجرا للرسالة ، اللهمّ إلّا بلحاظ الملازمة بين الحبّ الخالص له والإقرار بإمامته ، إذ لا ينكرها بعد وضوح أمرها إلّا من يميل عنه.
مع أنّ السؤال عن حبّه ، وتوقّف الجواز على الصراط على ودّه ، دليل على أنّ له ـ دون سائر الصحابة ـ منزلة عظمى ومرتبة توجب ذلك ؛ لفضله عليهم ؛ والأفضل أحقّ بالإمامة.
وقد نقل في « الينابيع » القول بإرادة الحبّ من الولاية ، عن الحاكم ، والأعمش ، ومحمّد بن إسحاق صاحب كتاب « المغازي » (١).
ويشهد لهم الأخبار الكثيرة الدالّة على السؤال عن حبّ أهل البيت عليهمالسلام (٢).
منها : ما في « الينابيع » عن الثعلبي وابن المغازلي ، بسنديهما عن ابن عبّاس (٣) ..
__________________
(١) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٥ ح ١٣.
(٢) أنظر : المعجم الكبير ١١ / ٨٣ ـ ٨٤ ح ١١١٧٧ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٤١ ح ١٥٧ ، كفاية الطالب : ٣٢٤ ، جامع المسانيد والسنن ـ لابن كثير ـ ٣٢ / ٣٢٥ ح ٣٣٥١ ، مجمع الزوائد ١٠ / ٣٤٦ ؛ وأنظر : ج ٤ / ٣٨٦ ه ٤ من هذا الكتاب.
(٣) ينابيع المودّة ١ / ٣٣٦ ذ ح ١٥ ، وأنظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٤١ ح ١٥٧.