قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المغرب في حلى المغرب [ ج ٢ ]

المغرب في حلى المغرب [ ج ٢ ]

208/397
*

المسلمين عليّ بن يوسف إلى الأندلس : كان جوازه ـ أيده الله ـ من مرسى جزيرة طريف على بحر ساكن قد ذلّ بعد استصعابه ، وسهل بعد أن أرى الشامخ من هضابه ، وصار حيّه ميتا ، وهدره صمتا ، وأمواجه لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، وضعف تعاطيه ، وعقد السلم بين موجه وشاطيه ، فعبره آمنا من لهواته ، متملكا لصهواته ، على جواد يقطع الخرق سبحا ، ويكاد يسبق البرق لمحا ، لم يحمل لجاما ولا سرجا ، ولا عهد غير اللّجّة الخضراء مرجا ، عنانه في رجله ، وهدب العين تحلّي بعض شكله.

٥٢١ ـ أبو يعقوب يوسف بن الجذع كاتب ابن مرذنيش

وقع بينه وبين أخيه ما أوجب أن كتب له : [الخفيف]

يا أخي ما الذي يفيد الإخاء

وطريق الوداد منا خلاء

ولقد كنت لي كما أنا عضدا

فأحالت صفاءك القرناء

فسلام عليك منّي يأسا

لي إباء كما لديك إباء

٥٢٢ ـ أخوه أبو محمد عبد الله

جاوبه عن الأبيات بقوله : [الخفيف]

يا أخي لا يضع لديك الإخاء

وتثبّت فليس عنك غناء

وكما كنت لست أبرح عضدا

لم يحلني عن الهوى القرناء

فعليك السلام منّي ودّا

لي انقياد كما لديك إباء

٥٢٣ ـ أبو جعفر أحمد السلميّ (١)

كتب عن ابن مرذنيش ، وعن ابن همشك ، وكان فيه لطف وخفّة روح ، يرقّيانه إلى منادمة الملوك ، فنادمه ابن مرذنيش ، وهو القائل في مجلسه :

أدرس كؤوس المدام والدّزّ

فقد ظفرنا بدولة العزّ

ومكّن الكفّ من قفا حسن

فإنّه في ليانة الخزّ

الدّزّ بزّ القفا وخلعته

فاخلع علينا من ذلك البزّ

__________________

(١) انظر ترجمته في زاد المسافر (ص ٣٦).