ذكره في دمشق ، فقاتلوه وكانوا في كثرة وطمعوا في ألفتكين ، وامتدوا خلفه ونزل على نهر وطفت الرعية من صيدا ، وخرج منهم خلق كثير ، وقال ألفتكين لساقة العسكر : اطلبوا طريق بانياس ، وتبعوهم ، فحملت عليهم الأتراك ، ورمتهم المغاربة بالحرب فلقوهم بالصدور (١٤ ظ) وأقبلوا باللتوت (١) عليهم وداسوهم بالخيل عليها التجافيف (٢) ، فانهزموا وأخذهم السيف ، وكان ظالم ابن موهوب معهم ، فانهزم إلى صور وأحصي القتلى فكانوا أربعة آلاف ، وطمع في أخذ عكا وتوجه نحوها.
وقد كان العزيز بالله كاتب ألفتكين بمثل ما كاتبه به المعز لدين الله من الاستمالة ، ووعده بالاصطناع إذا (٣) أخذت عليه البيعة ، وظهرت منه الطاعة ، فأجابه فيه جوابا فيه بعض الغلظة ، وقال : هذا بلد أخذته بالسيف وما أدين فيه لأحد بطاعة ولا أقبل منه أمرا ، وغاظ العزيز هذا الجواب منه ، وأحفظه واستشار أبا الفرج يعقوب بن يوسف بن كلس (٤) وزيره فيما يدبّر أمر
__________________
(١) في الأصل «أقلبوا» وهو تصحيف صوابه ما أثبتناه واللتوت جمع لت وهو العمود أو ما ناظره بالفارسية.
(٢) هو شيء من سلاح يترك على الفرس بغية الأذى ، وقد يلبسه الانسان أيضا. النهاية لابن الأثير.
(٣) في الأصل «وأخذت» وهو غير مستقيم المعنى ولعل ما أثبتناه هو الصواب.
(٤) عراقي الأصل من يهودها ، قدم الرملة وعمل بها ثم توجه إلى مصر حيث التحق بكافور الأخشيدي ، فنفق عنه وأعلن اسلامه فاستوزره ، توجه بعد وفاة كافور إلى افريقية فالتحق بالفاطميين ورافق جيوشهم التي فتحت مصر ، وفي مصر وضع أسس نظام الادارة الفاطمي بشكل يكاد يكون علميا ، كما كتب في الدعوة الاسماعيلية وأسهم في اعادة تنظيمها ، تسلم الوزارة الفاطمية أكثر من مرة ، وتوفي في أيام العزيز ، والمثير في أمره أن وثائق الجنيزا اليهودية المصرية المعاصرة له تشير إليه باسم الأخ يعقوب مما يدفع إلى القول بأنه تمسك باليهودية وتظاهر بالاسلام. انظر كتاب «يهود في الحياة الاقتصادية والسياسية للاسلام الوسيط» تأليف والتر فيشل (بالانكليزية) ط. لندن ١٩٦٨ ص : ٤٥ ـ ٦٨. مجتمع البحر الأبيض المتوسط ، تأليف س. د. جويتين (بالانكليزية) كاليفورنيا ١٩٦٧ ص : ٣٣ ـ ٣٤. الاشارة إلى من نال الوزارة لعلي بن منجب الصيرفي ط. القاهرة ١٩٢٤ ص : ١٩ ـ ٢٣.