قلما وصل إليها فسد ذلك التدبير عليه ، ولم ينل ما كان صرف همه إليه ، فاعتقل في القصر مكرما ، ومبجلا محترما (١).
(١٤٧ ظ) وفيها توفي النقيب الإمام ، جمال الاسلام ، أبو الحسن علي ابن محمد بن الفتح السلمي الشافعي ، متولي المدرسة الأمينية ، في يوم الأربعاء الثالث عشر من ذي القعدة منها ، وهو ساجد في صلاة الغداة رحمهالله ، وكان مشهورا بوفور العلم في التفقه ، وقوة الفرائض والوعظ والدين والأمانة ، بحيث وقع التألم لفقده ، وافتقر الى مثله من بعده (٢).
سنة أربع وثلاثين وخمسمائة
أول هذه السنة المباركة يوم الثلاثاء بالرؤية مستهل المحرم ، وفيه ورد الخبر بفراغ عماد الدين أتابك من ترتيب أمر بعلبك ، وقلتها وترميم ما تشعث منها ، وشروعه في التأهب للنزول على مدينة دمشق لمضايقتها ، وورد عقيب ذلك الخبر برحيله عنها في العسكر ، ونزوله في البقاع في شهر ربيع الأول منها ، وأنفذ رسوله إلى الأمير جمال الدين محمد بن تاج الملوك بوري بن أتابك صاحبها ، في إلتماس تسليم البلد إليه ، ويعوض عنه بما يقع الاختيار والاقتراح عليه ، فلم يجب إلى ما رغب فيه ، فرحل عن البقاع ، ونزل على داريا ظاهر دمشق في يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر منها ، وكان عند نزوله على داريا قد التقت الطلائع فظفر بجماعة وانهزم الباقون إلى البلد ، وزحف بعد ذلك إلى البلد في عسكر من ناحية المصلى في يوم الجمعة الثامن وعشرين من شهر
__________________
(١) انظر اتعاظ الحنفا للمقريزي : ٣ / ١٧٣.
(٢) نقل سبط ابن الجوزي ترجمته عن ابن عساكر : وضبط اسمه «علي بن المسلم» وذكر ابن عساكر المدرسة الأمينية فقال : بناها كمشتكين المعروف بأمين الدولة ، ونقل الشيخ بدران أنها كانت «قبل باب الزيادة من أبواب الجامع الأموي ، المسمى قديما بباب الساعات» انظر : تاريخ دمشق لابن عساكر : ٢ / ٧٤. مرآة الزمان : ١ / ١٧٠ ـ ١٧١ ، منادمة الأطلال : ٨٦.