المقدس ، بعلة عرضت له كان فيها اتلاف نفسه ، وأقيم ولده الصغير ، وأمه مقامه في الملك ، ورضي الأفرنج بذلك ، واستقامت الحال عليه.
وفي رمضان منها عزل أبو الكرام عن وزارته [في] ديوان دمشق لأسباب أنكرت عليه ، وأشياء قبيحة عزيت إليه.
وفيها ورد الخبر بعزل عماد الدين أتابك وزيره أبا الرضا بن صدقة ، لأسباب أوجبت ذاك ودعت إليه ، وأغراض بعثت عليه ، واستوزر مكانه (١).
سنة تسع وثلاثين وخمسمائة
في يوم الخميس الحادي عشر من المحرم منها توجه الأمير الرئيس مؤيد الدين رئيس دمشق الى ناحية صرخد ، مستوحشا من أحوال بلغته عن أبي الكرام المستناب في وزارة ديوان دمشق ، وعن الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ ، أنكرها من سعيهما ، واستبشعها من قصدهما ، فسار عن البلد ممتعضا من أقدامهما على ما يخالف أمره ، ويضيق صدره ، ووصل إليها وتلقاه واليها بالإكرام لمثواه ، واحسان لقياه ، وترددت المراسلات بينه وبين الأمير معين الدين أتابك ، صاحب الأمر والتدبير بدمشق في هذا الباب ، وتكرر المقال بينهما بالاعتذار من كل واحد منهما والعتاب ، ولم تزل هذه الحال مترددة بينهما إلى أن أسفرت عن تقرير عوده الى داره ، واخراج أبي الكرام الوزير وأسامة بن منقذ إلى ناحية مصر بأهليهما ومالهما وأسبابهما ، فسارا من دمشق الى ناحية مصر ، بعد استئذان صاحبها في أمرهما ، وخروج أذنه بوصولهما في يوم الخميس السابع من جمادى الأولى من السنة ، على سبيل المداراة والمصانعة ، وقيل أنهما لقيا من إحسان تلك الدولة السعيدة ،
__________________
(١) في زبدة الحلب لابن العديم : ٢ / ٢٧٨ : «واستوزر أبا الغنائم حبشي بن محمد الحلي».