فنزل غسان هذا في قصر ابن هبيرة ، وفجأة أحاط حميد بن عبد الحميد الطوسي بالقصر ، فتمكّن من أخذ غسان أسيرا وقتل من أصحابه الكثير ، كان ذلك سنة (٢٠١) (١) للهجرة.
وغسان بن أبي الفرج ، كان ذا رأي ، وحزم ، ودهاء ، وخبرة ، فقد ولّي إمارة خراسان سنة (٢٠٢) للهجرة ، ولّاه الحسن بن سهل (٢) ، وقيل ولّاه طاهر بن الحسين (٣).
ثمّ ولّاه المأمون إمارة السند سنة (٢١٣) للهجرة ، بعد عزل أميرها السابق (بشر بن داود المهلّبي) ، ولمّا وصل غسان إلى السند استأمن إليه الناس ، فبقي في السند حوالي ثلاث سنوات ، أصلح خلالها شؤون الإمارة ثمّ عاد إلى بغداد سنة (٢١٦) للهجرة ، بعد أن استخلف على السند (عمران بن موسى البركلي).
وقد مدحه أحد الشعراء فقال (٤) :
سيف غسان رونق الحرب فيه |
|
وسهام الحتوف في ظبتيه |
وكان عليّ بن عيسى ضامنا أعمال الخراج والضياع أيّام المأمون ، وقد بقيت عليه أربعون ألف دينار ، فطلب منه المأمون تسديدها خلال ثلاثة أيّام وإلّا فسوف يضرب بالسياط لحين تأديتها ، فذهب عليّ بن عيسى إلى غسان بن أبي الفرج (وكان آنذاك أميرا على خراسان) فطلب منه ذلك المبلغ ، فأعطاه ما أراد (٥).
__________________
(١) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٣٢٤ و٣٤٤ والبراقي ـ تاريخ الكوفة. ص ٢٣٤.
(٢) الزركلي ـ الأعلام. ج ٥ / ٣١١ والترمانيني ـ أحداث التاريخ الإسلامي. ج ٢ / ١٢٤٤.
(٣) الذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ١٥ / ١٠.
(٤) الزركلي ـ الأعلام. ج ٥ / ٣١١.
(٥) ابن منقذ ـ لباب الألباب. ص ١١٥.