يودّ الّذين كفروا وعصوا الرسول لو نسوي بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا).
فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفاضت عيناه بالدموع ، وأشار بيده الكريمة إلى ابن
مسعود : (أن حسبك .. حسبك يا ابن مسعود) .
واجتمع نفر من
الصحابة عند الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فقالوا له : (يا أمير المؤمنين ما رأينا رجلا كان أحسن
خلقا ولا أرفق تعليما ، ولا أحسن مجالسة ولا أشدّ ورعا من عبد الله بن مسعود ...).
فقال لهم : (نشدتكم
بالله ، أهو صدق من قلوبكم؟ قالوا : نعم.
فقال عليهالسلام : (اللهم إنّي أشهدكم ، .. اللهم إنّي أقول فيه مثل ما
قالوا ، أو أفضل ، لقد قرأ القرآن فأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ، فقيه في الدين عالم
بالسنّة) .
وعبد الله بن
مسعود ، هو وعبد الله بن عبّاس من أوائل المحدثين عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث كان ابن مسعود (بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يجلس في مسجد الرسول ويتحدث إلى الناس.
وتمرّ السنون ،
وإذا بعبد الله بن مسعود ، يمنع من التحدّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال أبو عمرو الشيباني (مسروق) : (كنت أجلس إلى ابن
مسعود حولا ، لا يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : هكذا ، أو نحو ذا ، أو شبه ذا) .
وعند ما ذهب
عبد الله بن مسعود مع جماعته من أهل العراق إلى مكّة لأداء العمرة ، وإذا بجنازة
مطروحة على الطريق وبجانبها غلام ، فناداهم الغلام هذا أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعينونا على دفنه ،
__________________