في شخص أحدّه إلّا حددته ، وما بعث إليّ في شخص أقتله ، إلا تركته ، فبينما
انا ذات يوم ، إذ أرسل إليّ جيشا لأذهب به إلى اناس أقاتلهم ، فقلت : (ثكلتك أمّك
يا عمير ، كيف بك؟) فلم أزل أكاتب الحجّاج ، حتّى بعث إليّ أن أنصرف ، فقلت : (والله
لا أجتمع انا وأنت في بلد أبدا). فجئت وتركته .
وقال عمير بن
هاني : أرسلني عبد الملك بن مروان ، إلى الحجّاج بن يوسف الثقفيّ ، وذلك عند ما
حاصر الحجّاج عبد الله بن الزبير ، وقد نصب الحجّاج على البيت اربعين منجنيقا .
ورأيت عبد الله
بن عمر بن الخطاب يصلّي مع الحجّاج إذا اقيمت الصلاة ، واذا حضر عبد الله بن
الزبير إلى المسجد الحرام صلّى معه ، فقلت له : يا أبا عبد الرحمن : أتصلي مع
هؤلاء ، وهذه أعمالهم؟!. فقال لي : (يا أخا الشام ، صلي معهم ما صلّوا ، ولا تطع
مخلوقا في معصية الخالق . فقلت له : (وما قولك في أهل مكّة )؟. فقال : ما أنا لهم بعاذر. فقلت له : وماذا تقول في
أهل الشام؟. ما أنا لهم بحامد ، كلاهما يقتتلون على الدنيا ، يتهافتون في النار ،
تهافت الذّباب في المرق.
فقال عمير :
فما قولك في هذه البيعة ، الّتي أخذها علينا ابن مروان؟.
فقال عبد الله
بن عمر : إنّا كنّا نبايع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على السمع والطاعة ، وكان يلقننا : (فيما استطعتم).
قتل بن عمير بن
هاني صبرا سنة (١٢٧) للهجرة في (داريا) أيّام
__________________