بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم بقلم :
سماحة العلامة الحجة المحقق الشيخ باقر شريف القرشي :
إحتلت الكوفة مركزا مهمّا في العالم الإسلامي ، وذلك لما لها من أهمّية بالغة في صنع بعض المفردات السياسية والتي كان من أشدها محنة وأعظمها بلاءا رفع المصاحف في صفين ، فقد فتن به الجيش العراقي بعد ما أشرف على الفتح. ففي تلك اللحظات الحاسمة انهارت حكومة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام رائد العدالة الاجتماعية في دنيا الإسلام ، وسيطر الحكم الأموي بقيادة معاوية بن أبي سفيان ، العدو الأول للفكر الإسلامي ، وقد نجم عن ذلك أن مني المسلمون بالأزمات والخطوب السود ، فقد خرجوا من الدعة والعدل إلى الجور والظلم والاستبداد.
وعلى أي حال ، فقد كانت الكوفة أهم حامية للجيوش الإسلامية وكان عمر بن الخطاب يستمد منها المعونة في كثير من الغزوات والفتوحات كما روى ذلك الطبري ، ونظرا لأهميتها فقد اتخذها أمير المؤمنين عليهالسلام عاصمة له بعد واقعة الجمل ، وكما كانت الكوفة مركزا عسكريا مهما فقد كانت معهدا لكثير من العلوم خصوصا الفقه الإسلامي ، فقد روى المؤرخون أن تسعمائة شيخ كانوا يلقون الأحاديث