قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أمراء الكوفة وحكامها

أمراء الكوفة وحكامها

أمراء الكوفة وحكامها

تحمیل

أمراء الكوفة وحكامها

272/777
*

فلا تلمني والحوادث جمّة

فإنك مجزيّ بما أنت كاسبه

فأجابه الحجّاج معتذرا ، وضمن كتابه بأبيات نذكر منها :

إذا أنا لم أتبع رضاك وأتقي

أذاك فيومي لا تزول كواكبه

أسالم من سالمت من ذي قرابة

ومن لم تسالمه فإني محاربه

إذا قارف الحجّاج منك خطيئة

فقامت عليه في الصباح نوادبه

فقف بي على حدّ الرضا لا أجوزه

متى الدهر حتّى يرجع الدرّ حالبه

وإلا فدعني والأمور فإنني

شفيق ، رقيق أهلتّه تجاربه

وعند ما جاء الحجّاج إلى الكوفة سنة (٧٥) للهجرة ، قيل له إنّ بين الكوفة والحيرة (دير هند) بنت النعمان بن المنذر (١) ، وهي بتمام صحتها وعقلها ، فذهب الحجّاج اليها ، فقيل لها : هذا الأمير (الحجّاج) على الباب ، فخرجت إليه. فقال لها الحجّاج : (يا هند ، ما هو أعجب ما رأيت)؟

قالت هند : (خروج مثلي إلى مثلك ، لا تغترنّ يا حجاج بالدنيا ، فإنا أصبحنا ونحن كما قال النابغة لأبي : (٢)

رأيتك من تعقد له حبل ذمة

من الناس ، يأمن سرجه حيثما ارتقى

ولم نمس إلا ونحن أذل الناس

وقلّ إناء امتلأ إلا انكفأ

فخرج الحجّاج مغضبا ، وأمر بإخراجها من الدير ، وبأخذ الخراج منها ، فأخرجت هند من الدير ، ومعها ثلاث جواري من أهلها ، فقالت إحداهن : (٣)

خارجات يسقن من دير هند

معلنات بذلة وهوان

__________________

(١) وقد تكلّمنا عنها عند ذهابها إلى سعد بن أبي وقّاص في القادسية ج ١ / ٢٠ ، وكذلك عند ما ذهب اليها المغيرة بن شعبة ج ١ / ٤٣.

(٢) العمري ـ مسالك الأبصار. ج ١ / ٣٢٥.

(٣) نفس المصدر السابق.