بدنياه) (١).
ثمّ ذهب عمرو بن العاص إلى معاوية وتداولا الأمر ثمّ بات عمرو تلك الليلة عند معاوية وهو يقول (٢) :
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل |
|
به منك دنيا فانظرن كيف تصنع |
فإن تعطني مصرا فأربح بصفقة |
|
أخذت بها شيئا يضرّ وينفع |
وما الدين والدنيا سواء وإنّني |
|
لأخذ ما أعطي ورأسي مقنع |
ولكننّي أعطيك هذا وإنّني |
|
لأخدع نفسي والمخادع يخدع |
أأعطيك أمرا فيه للملك قوّة |
|
وأبقى إن زلت النعل أخدع |
وتمتعي مصرا فاربح بصفقة |
|
وأن نرى القنوع يوما لمولع |
فوافق معاوية على شروط عمرو بن العاص ، وأشهدا الشهود ، وختم الشروط بخاتمه ، فبايعه عند ذاك عمرو بن العاص ، وتعاهدا على هذا الوفاء. (٣) ثمّ كتب معاوية بن أبي سفيان إلى الامام عليّ عليهالسلام جوابا على كتابه جاء فيه : (سلام عليك اما بعد فلعمري لو بايعك الّذين ذكرت وانت بريء من دم عثمان لكنت كأبي بكر وعمر وعثمان ، ولكنك اغريت بدم عثمان ، وخذلت الانصار ، فاطاع بك الجاهل ، وقوي بك الضعيف ، وقد ابى أهل الشام إلّا قتالك ، حتّى تدفع اليهم قتلة عثمان فإن فعلت كانت شورى بين المسلمين ، وإنّما كان الحجازيون هم الحكام على الناس والحقّ فيهم ، فلمّا فارقوه كان الحكام على الناس اهل الشام ، ولعمري ما حجتك على اهل الشام كحجتك على اهل البصرة ، ولا حجتك عليّ كحجتك على طلحة والزبير إن كانا بايعاك ، فلم ابايعك أنا ، فأمّا فضلك في الاسلام ، وقرابتك من
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ١٨٥.
(٢) المصدر السابق. ج ٢ / ١٨٦.
(٣) نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ١ / ٤٩ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ / ١٨٦.