«في يا امرأة» ، و «ف يا رجل» ، على حد قوله [من الوافر] :
٣٤٣ ـ ألم يأتيك والأنباء تنمي |
|
بما لاقت لبون بني زياد |
فالجواب : إنّه لم يذكر من ذلك إلا ما معناه حرفا وغير حرف سواء ، ألا ترى أن «خلا» جرّت أو نصبت معناها واحد وهو الاستثناء. وكذلك «على» كانت اسما أو فعلا أو حرفا معناها واحد ، وهو الاستعلاء والفوقية ، وكذلك سائر ما ذكرناه من الحروف التي تخرج عن الحرفية معناها حرفا وغير حرف سواء ، وليس كذلك «في» و «من» فلذلك لم
______________________
٣٤٣ ـ التخريج : البيت لقيس بن زهير في الأغاني ١٧ / ١٣١ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ٣٥٩ ، ٣٦١ ، ٣٦٢ ؛ والدرر ١ / ١٦٢ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٤٠ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ٤٠٨ ؛ وشرح شواهد المغني ص ٣٢٨ ، ٨٠٨ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٢٣٠ ؛ ولسان العرب ١٤ / ١٤ (أتى) ؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٠٣ ؛ والأشباه والنظائر ٥ / ٢٨٠ ؛ والإنصاف ١ / ٣٠ ؛ والجنى الداني ص ٥٠ ؛ وجواهر الأدب ص ٥٠ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٥٢٤ ؛ والخصائص ١ / ٣٣٣ ، ٣٣٧ ؛ ورصف المباني ص ١٤٩ ؛ وسر صناعة الإعراب ١ / ٨٧ ، ٢ / ٦٣١ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١٦٨ ؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ١٨٤ ؛ وشرح المفصل ٨ / ٢٤ ، ١٠ / ١٠٤ ؛ والكتاب ٣ / ٣١٦ ؛ ولسان العرب ٥ / ٧٥ (قدر) ، ١٤ / ٣٢٤ (رضي) ، ١٤ / ٤٣٤ (شظي) ، ١٥ / ٤٩٢ (يا) ؛ والمحتسب ١ / ٦٧ ، ٢١٥ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٠٨ ، ٢ / ٣٨٧ ؛ والمقرب ١ / ٥٠ ، ٢٠٣ ؛ والممتع في التصريف ٢ / ٥٣٧ ؛ والمنصف ٢ / ٨١ ، ١١٤ ، ١١٥ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٥٢.
شرح المفردات : الأنباء : الأخبار. تنمي : ترتفع ، تنتشر. اللبون : ذات اللبن ، أي الإبل.
المعنى : يفخر الشاعر بشجاعته ويتساءل عمّا إذا عرف الناس بما فعل بإبل بني زياد التي استاقها وباعها استيفاء لحقّه ، غير مبال بما يعرف عنهم من شجاعة وبأس.
الإعراب : «ألم» : الهمزة للاستفهام ، و «لم» : حرف جزم. يأتيك : فعل مضارع مجزوم بالسكون خلافا لما هو متعارف عليه ، أي : حذف حرف العلّة. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هو» يعود إلى المفهوم من السياق والقرائن الأخرى ، والكاف ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به. «والأنباء» : الواو حالية ، و «الأنباء» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. «تنمي» : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هي». «بما» : جار ومجرور متعلّقان بـ «يأتي». وذهب بعضهم إلى القول بأن الباء حرف جر زائد ، و «ما» فاعل والتقدير : ألم يأتيك الذي لاقته لبون بني زياد». وفي رأينا الوجه الأول هو الأصوب. «لاقت» : فعل ماض والتاء للتأنيث. «لبون» : فاعل مرفوع بالضمّة ، وهو مضاف. «بني» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف. «زياد» : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة : «ألم يأتيك ...» الفعلية ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «والأنباء تنمي» الاسميّة في محلّ نصب حال. وجملة «لاقت ...» الفعلية صلة الموصول.
الشاهد عند النحاة : قوله : «ألم يأتيك» حيث أثبت الياء للضرورة الشعريّة. ولكن وجه الاستشهاد هذا لا يناسب السياق هنا.