نحو : «إنّ زيدا لقائم» ، أو فعلا مضارعا ، نحو : «إن زيدا ليقوم» ، أو جملة اسمية وذلك قليل ، نحو : «إنّ زيدا لوجهه حسن» ، أو فعلا غير متصرف ، نحو : «إنّ زيدا لنعم الرجل» ، أو ظرفا أو مجرورا ، نحو : «إنّ زيدا لفي الدار» ، و «إنّ زيدا لخلفك». وأما الماضي المتصرف فلا تدخل عليه اللام إذا وقع خبرا لعلة تذكر بعد إن شاء الله تعالى ، وذلك نحو : «إنّ زيدا قام ولا يجوز لقام». وتدخل أيضا فيما ذكر على معمول الخبر إذا تقدم على الخبر ، نحو : «إن زيدا لفي الدار قائم» ، وعلى الاسم إذا وقع موقع الخبر ، نحو : «إن في الدار لزيد».
وأما دخولها على الخبر ومعموله معا فشرطه تقدّمه على الخبر ، فمذهب أبي العباس المبرد إجازته ومذهب الزجاج منعه ، وذلك نحو : «إنّ زيدا لفي الدار لقائم» ، وسنذكر دليل كل واحد منهما بعد إن شاء الله تعالى.
وأما أهل الكوفة فإنّهم جوّزوا دخول اللام في خبر «لكنّ» حيث يجوز في خبر «إنّ» ، واستدلّوا على ذلك بقوله [من الطويل] :
٢٨٩ ـ [يلومونني في حبّ ليلى عواذلي] |
|
ولكننّي من حبّها لعميد |
______________________
٢٨٩ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤ / ٣٨ ؛ والإنصاف ١ / ٢٠٩ ؛ وتخليص الشواهد ص ٣٥٧ ؛ والجنى الداني ص ١٣٢ ، ٦١٨ ؛ وجواهر الأدب ص ٨٧ ؛ وخزانة الأدب ١ / ١٦ ، ١٠ / ٣٦١ ، ٣٦٣ ؛ والدرر ٢ / ١٨٥ ؛ ورصف المباني ص ٢٣٥ ، ٢٧٩ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٣٨٠ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١٤١ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٠٥ ؛ وشرح المفصل ٨ / ٦٢ ، ٦٤ ؛ وكتاب اللامات ص ١٥٨ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٣٩١ (لكن) ؛ ومغني اللبيب ١ / ٢٣٣ ، ٢٩٢ ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٢٤٧ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٤٠.
اللغة : العواذل : ج العاذل ، وهو اللائم. العميد : الذي أضناه العشق.
الإعراب : «يلومونني» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة ، والواو حرف دال على الجمع ، والنون الثانية للوقاية ، والياء ضمير في محلّ نصب مفعول به. «في حبّ» : جار ومجرور متعلّقان بـ «يلوم» ، وهو مضاف. «ليلى» : مضاف إليه مجرور. «عواذلي» : فاعل «يلوم» مرفوع بالضمّة المقدرة ، وهو مضاف ، والياء ضمير متّصل في محلّ جرّ بالإضافة. «ولكنني» : الواو حرف استئناف ، «لكنني» : حرف مشبّه بالفعل ، والنون للوقاية ، والياء ضمير في محل نصب اسم «لكنّ». «من حبّها» : جار ومجرور متعلقان بـ «عميد» ، وهو مضاف ، و «ها» ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «لعميد» : اللام للابتداء ، «عميد» : خبر «لكنّ» مرفوع. ـ