وقال الآخر [من الخفيف] :
٢٤٠ ـ فمتى واغل ينبهم [يحيّو |
|
ه وتعطف عليه كأس الساقي] |
فقدّم الاسم ضرورة.
إلّا في «إن» من بين سائر أخواتها لأنها أمّ الباب. ويشترط في الفعل الواقع بعدها أن يكون ماضيا ، فإنّ الاسم يليها في فصيح الكلام. قال الله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ) (١). فإن كان الفعل مستقبلا لم يلها إلا في ضرورة ، كسائر أخواتها.
وفي رفع الاسم الواقع بعد «إذا» خلاف بين سيبويه والأخفش. وقد تقدّم في باب الابتداء. وأما أدوات التحضيض فيقع الاسم بعدها في فصيح الكلام ، لأنّها لم تقو قوّة أدوات الجزاء ، لأنّ أدوات الجزاء طالبة للفعل من طريق المعنى كأدوات التحضيض ، وتزيد
______________________
٢٤٠ ـ التخريج : البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص ١٥٦ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٤٦ ، ٩ / ٣٧ ، ٣٩ ؛ والدرر ٥ / ٧٨ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٨٨ ؛ والكتاب ٣ / ١١٣ ؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ٩ / ١٠ ؛ ولسان العرب ١١ / ٧٣٢ (وغل) ؛ والمقتضب ٢ / ٧٦ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٥٩.
اللغة : واغل : الرجل الذي يدخل على جماعة الشاربين من غير أن يدعى. ينبهم : ينزل بهم.
المعنى : متى يزرهم هذا الواغل المتطفل يلق التحية والعطف والإكرام منهم.
الإعراب : «فمتى» : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «متى» : اسم شرط جازم مبني ، في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بـ «يحيّوه». «واغل» : فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور. «ينبهم» : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره ، والفاعل : ضمير مستتر تقديره هو. و «هم» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفعل فعل الشرط. «يحيوه» : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، والواو : ضمير رفع مبني على السكون في محل رفع فاعل ، و «الهاء» : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والفعل جواب الشرط. «وتعطف» : «الواو» : عاطفة ، «تعطف» : فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم وعلامة جزمه السكون. «عليه» : جار ومجرور متعلقان بالفعل تعطف. «كأس» : نائب فاعل مرفوع بالضمة. «الساقي» : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة.
وجملة «الفعل المحذوف مع واغل» : في محل جر بالإضافة. وجملة «ينبهم» : تفسيرية. وجملة «يحيوه» : جواب شرط جازم لا محل لها من الإعراب لأنها غير مقترنة بالفاء. وجملة «تعطف» : معطوفة على ما قبلها.
والشاهد فيه قوله : «متى واغل ينبهم» : الفصل بالاسم المرفوع بين أداة الشرط وفعل الشرط. وخرّج ذلك على أنه فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور.
(١) التوبة : ٦.