جعل «موقف» وهو نكرة اسم «يك» ، و «الوداع» وهو معرفة خبر «يك». ولا يكون اسم «كان» وأخواتها إلا ما هو مبتدأ في الأصل.
وهذا عندي من قبيل القلب أنه جعل ما ينبغي أن يكون مبتدأ خبرا ، وما ينبغي أن يكون خبرا مبتدأ ، وذلك بالنظر إلى اللفظ. وأمّا المعنى فعلى ما ذكرت لك من الإخبار بالنكرة عن المعرفة. ونظير ذلك ـ أعني ممّا قلب فجعل فيه الخبر مخبرا عنه في اللفظ والمخبر عنه خبرا ـ قوله [من الكامل] :
٢٣٦ ـ كانت فريضة ما تقول كما |
|
كان الزناء فريضة الرجم |
وإنّما المعنى كما كان فريضة الزنا الرجم ، فقلب.
______________________
ـ المعنى : تمهلي يا ضباعة لأملأ نظري منك ولا تجعلي فراقنا هذا آخر عهدي بك.
الإعراب : قفي : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة ، و «الياء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل. قبل : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بالفعل قفي وهو مضاف. التفرق : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. يا ضباعا : «يا» : للنداء ، «ضباعا» : منادى مفرد علم مرخم مبني على الضم المقدر على التاء المحذوفة ، و «الألف» : للإطلاق. ولا يك : «الواو» : عاطفة «لا» : ناهية جازمة ، «يك» : فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف. موقف : اسم «يك» مرفوع بالضمة الظاهرة. منك : جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة. الوداعا : خبر «يك» منصوب بالفتحة الظاهرة ، و «الألف» : للإطلاق.
وجملة «قفي» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «لا يك موقف منك الوداعا» : معطوفة على ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : (ولا يك موقف منك الوداعا) إذ جاء اسم «كان» نكرة وجاء الخبر معرفة ، وهذا للضرورة.
٢٣٦ ـ التخريج : البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص ٢٣٥ ؛ ولسان العرب ١٤ / ٣٥٩ (زنى) ؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى ١ / ٢١٦.
اللغة : الزناء : ممارسة الفاحشة. الرجم : الضرب بالحجارة.
المعنى : هذه كانت عقوبتك على ما تقول كعقوبة الزاني حين الرجم.
الإعراب : «كانت» : فعل ماض ناقص ، و «التاء» : للتأنيث ، واسم (كانت) ضمير مستتر تقديره (هي). «فريضة» : خبر (كانت) منصوب بالفتحة. «ما» : اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه. «تقول» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). «كما» : «الكاف» : حرف جر مكفوف عن العمل ، «ما» : كافّة لا محلّ لها. «كان» فعل ماض ناقص. «الزناء» : اسم «كان» مرفوع بالضمة. ـ