ومحيطا به ، فيدخل في هذا الحد : «سرق عبد الله ثوبه» ، لأنّ الثوب مشتمل على عبد الله. وهو فاسد ، وذلك لأنه يجوز أن تقول : «سرق عبد الله فرسه» ، والفرس ليس مشتملا على عبد الله.
والصحيح أنّ بدل الاشتمال هو أن تبدل اسما من اسم بشرط أن يكون الأول مشتملا على الثاني ، وأعني بذلك أن يذكر الأول فيجوز الاكتفاء به عن الثاني ، وذلك نحو : «سرق عبد الله ثوبه أو فرسه» ، لأنه قد يجوز أن تقول : «سرق عبد الله» ، وأنت تعني الثوب أو الفرس.
ومن هذا القبيل قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ* النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) (١). فالنار بدل الأخدود لأنه يجوز أن تقول : «قتل أصحاب الأخدود» ، وأنت تعني النار ، ولأنّه قد علم إنّما كان ذلك من أجل النار التي اتخذوها في الأخدود لإحراق المؤمنين والمؤمنات ، لا الأخدود نفسه.
وعلى هذا يجوز : «أعجبني عبد الله حسنه» ، لأنّه قد يجوز أن تقول : «أعجبني عبد الله» ، وأنت تعني الحسن ، ولا يجوز أن تقول : «أعجبني عبد الله غلامه» ، لأنه لا يجوز أن تقول : «أعجبني عبد الله» وأنت تعني الغلام لأنّه لا يفهم من الأول.
وليس القول في معرفة بدل الاشتمال بأن يكون الثاني مفهوما من الأول ، بل لا بد من أن يجوز استعمال الأول وحده على حدة. ويكون الثاني مفهوما منه ، فلا تقول : «أسرجت القوم دابّتهم» ، وإن كان معلوما من قولك : «أسرجت القوم» ، أنّك إنّما تقصد الدابّة ، لأنه لا يجوز : «أسرجت القوم» ، وأنت تعني الدابة وتقول : «سرق عبد الله ثوبه» ، لأنك قد تقول : «سرق عبد الله» ، وأنت تعني الثوب.
والاثنان الجائزان قياسا ولم يرد بهما السماع : بدل الغلط ، وهو أن تبدل لفظا من لفظ بشرط أن يكون ذكرك للأول على جهة الغلط.
______________________
(١) البروج : ٥ ـ ٦.