أيضا (١) فيما تعاقب حالتان متضادتان (٢)كالطهارة والنجاسة (٣) وشك في ثبوتهما (*) وانتفائهما (٤) ، للشك (٥) في المقدم والمؤخر منهما ، وذلك (٦)
______________________________________________________
فإذا كان زمان اليقين بحصول الطهارة الساعة الأولى انفصل زمان الشك عن زمان اليقين ، لتخلل اليقين بالضد وهو الحدث بين الساعة الأولى والثالثة ، ومع هذا الاحتمال لم يحرز اتصال زمان الشك بزمان اليقين في شيء من الحالتين ، فلا يجري الاستصحاب في بقاء شيء منهما.
(١) يعني : كعدم موردية الحادثين للاستصحاب.
(٢) يستفاد من هذه الكلمة وجود القيدين المزبورين ـ وهما وجوديتهما وامتناع تقارنهما في الحالتين ـ الموجبين لتميزهما عن الحادثين.
(٣) كالعلم بنجاسة ثوبه أو بدنه وكذا تطهيره في الساعة الأولى والثانية مع عدم العلم بالمتقدم منهما والمتأخر ، فان الاستصحاب لا يجري في بقاء شيء من الطهارة والنجاسة ، لما تقدم في مثال الطهارة والحدث من عدم إحراز اتصال زمان اليقين بزمان الشك.
(٤) هذا الضمير وضمير «ثبوتهما» راجعان إلى «حالتان».
(٥) متعلق بـ «وشك» وعلة له ، يعني : أن الشك في البقاء ناش من الشك في المتقدمة والمتأخرة من الحالتين ، إذ مع العلم بالتقدم والتأخر لا يحصل الشك في البقاء كما هو واضح ، وضمير «منهما» راجع إلى «حالتان».
(٦) تعليل لقوله : «كما انقدح» وقد عرفت آنفا توضيحه بقولنا : «فلا يجري الاستصحاب في شيء من بقاء هاتين الحالتين لعدم إحراز ... إلخ».
__________________
(*) الأولى أن يقال : «في بقائهما» لكون الشك فيه لا في الثبوت ، إذ المفروض القطع بثبوتهما ، والشك إنما يكون في بقائهما وارتفاعهما. كما أن الأنسب أن يقال : «وشك في بقاء واحد منهما لا بعينه وارتفاعه» إذ ليس الشك في بقائهما معا ، كيف؟ وهما ضدان يمتنع اجتماعهما ، بل يعلم إجمالا ببقاء أحدهما وارتفاع الآخر ، والشك يتعلق بخصوصية إحدى الحالتين بقاء.