ومنها (١) : قوله عليهالسلام : «كل شيء طاهر حتى تعلم أنه قذر» وقوله : «الماء كله طاهر حتى تعلم أنه نجس» وقوله : «كل شيء لك
______________________________________________________
(الخبر السادس والسابع والثامن : أخبار الحل والطهارة)
(١) أي : ومن الأخبار الدالة على حجية الاستصحاب قوله عليهالسلام : «كل شيء ...» والبحث في هذه الطائفة يقع في جهات ثلاث : الأولى في متنها وسندها. الثانية في أصل دلالتها على اعتبار الاستصحاب. الثالثة في عموم حجيتها لغير بابي الحلية والطهارة من الأبواب. والجهتان الأخيرتان سيأتي الكلام فيهما عند تعرض المصنف لهما. ونقدم الجهة الأولى ، فنقول وبه نستعين :
أما الرواية الأولى فالثابت منها في المتن موافق لعبارة الصدوق في المقنع (١) لكن مقصود الماتن الاستدلال بموثقة عمار كما سيأتي تصريحه به ، ولعله اعتمد في نقلها على رسائل شيخنا الأعظم (قدهما) وإلّا فهي مروية في جوامع الأخبار عن أبي عبد الله عليهالسلام هكذا : «كل شيء نظيف حتى تعلم أنه قذر ، فإذا علمت فقد قذر ، وما لم تعلم فليس عليك» (٢) ، رواها الشيخ بإسناده إلى محمد بن أحمد ابن يحيى الأشعري عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى. وللشيخ إلى الأشعري طرق أربعة لا ريب في صحة بعضها والتعبير بالموثقة لأجل أن جمعاً من رجالها فطحيون ، لكنهم موثقون.
وأما الرواية الثانية فالموجود منها في المتن موافق أيضا لما في الرسائل لا لما في كتب الأخبار ، إذ المنقول فيها لفظان ، أحدهما : رواية الصدوق عن الصادق عليهالسلام : «كل ماء طاهر إلّا ما علمت أنه قذر» (٣) وثانيهما : ما روي عنه عليهالسلام مرسلاً ومسنداً هكذا : «الماء كله طاهر حتى تعلم [يعلم] أنه قذر» (٤). والمرسل منه هو
__________________
(١) مستدرك الوسائل ، ج ١ ، الباب ٢٤ من أبواب النجاسات ، الحديث : ٤ ، ص ١٦٤
(٢) الوسائل ، ج ٢ ، الباب ٣٧ من أبواب النجاسات ، الحديث : ٤ ، ص ١٠٥٤
(٣) الوسائل ، ج ١ ، الباب ١ من أبواب الماء المطلق ، الحديث : ٢ ، ص ١٠٠
(٤) الوسائل ، ج ١ ، الباب ١ من أبواب الماء المطلق ، الحديث : ٥ ، ص ١٠٠